قالت منظمة العفو الدولية، إن العاملين في تجديد استاد يستضيف بطولة كأس العالم لكرة القدم في قطر عام 2022، يعانون من انتهاكات لحقوق الإنسان وذلك بعد عامين من تطبيق منظمي البطولة إصلاحات في قوانين العمل في قطر في أعقاب تعرضهم لانتقادات. وقالت المنظمة في بيان، الخميس، إن عشرات من عمال البناء النيباليين والهنود دفعوا رسوم استقدام كبيرة لوسطاء في بلادهم ويعيشون في أماكن مزرية وإن مشغليهم في قطر يمنعونهم من المغادرة ويصادرون جوازات سفرهم. لكن الأمين العام للجنة العليا القطرية للمشاريع والإرث المسؤولة عن إنجاز البنية التحتية المتعلقة بالبطولة قال، إن منظمة العفو الدولية ألقت الضوء على التحديات في ظروف العمل وإن الدوحة تعمل على تقليص هذا النوع من الانتهاكات التي تحدث في مواقع البناء في مختلف أنحاء العالم. وذكرت المنظمة، أنها أجرت مقابلات مع 132 عاملاً يشاركون في تجديد استاد خليفة وهو مجمع رياضي ضخم في الدوحة وجزء من طفرة بناء تتكلف 200 مليار دولار في الدولة الخليجية الغنية بالغاز التي تستضيف نهائيات بطولة كأس العالم 2022. وتثير مزاعم سوء معاملة العمال في المشروعات الكبيرة تساؤلات بشأن الإصلاحات الأخيرة في دولة تعهدت بتحسين ظروف العمالة الأجنبية. وقال حسن الذوادي الأمين العام للجنة المشاريع والإرث، إن العفو الدولية ألقت الضوء على "الممارسات الخاطئة" التي تواجه بعضاً من 5100 عامل بناء يعملون في تشييد الاستادات الرياضية وهو رقم من المتوقع أن يزيد إلى سبعة أمثاله ليبلغ 36 ألفاً في غضون العامين المقبلين. وقال للصحفيين في الدوحة، يوم الاثنين: "سلمنا دوماً بأننا لا نملك عصا سحرية يمكن أن تصلح كل شيء من البداية". ووصف كأس العالم بأنه "حافز للتغيير". وتابع "نسد الثغرات يوماً بعد يوم".
الفيفا يواجه ضغوطاً أشار تقرير منظمة العفو الدولية إلى انتهاكات من جانب مقاولين صغار يعملون من الباطن في استاد خليفة يبدو أنهم لم يخضعوا للتدقيق من جانب منظمي البطولة. وذكرت المنظمة، إن إحدى شركات توريد العمالة هددت بعدم دفع الأجور وإجبار المهاجرين على العمل بتهديدهم بإبلاغ الشرطة عنهم وهو ما وصفته المنظمة بأنه "سخرة". وتتعرض القيادة الجديدة للإتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) لضغوط كي تضمن أن توفر قطر معايير أفضل للعمال قبل أن تصل عمليات البناء الخاصة بالبطولة إلى ذروتها في 2017. وقال الفيفا ومقره سويسرا في بيان، يوم الخميس، إنه سيحث السلطات القطرية على التحرك وضمان تطبيق قوانين العمل الجديدة في كل مشاريع البناء في قطر. وقال مصطفى قادري الباحث في الشؤون الخليجية في منظمة العفو الدولية، إن قطر حسنت "بصورة واضحة جداً" جوانب من ظروف العمل مثل السلامة وأماكن إقامة العمال لكن الكثير من "الانتهاكات المستترة" مثل تهديد العمال والتقاعس عن احترام شروط التعاقد ما زالت قائمة. وأضاف "في قطر ما زال الكفيل يتحكم في معيشة العامل بطريقة كبيرة للغاية". ومنذ أن فازت بحق تنظيم البطولة في 2010، أنفقت قطر عشرات المليارات من الدولارات لإنشاء ميناء جديد وشبكة مترو ومطار. وتم استقدام مئات الآلاف من العمال من جنوب آسيا وهم يمثلون 94 في المائة من عدد السكان البالغ 2.1 مليون نسمة. وفي ضوء الانتقادات المستمرة من جماعات حقوقية لنظام الكفيل أقرت قطر العام الماضي نظام حماية الأجور وهو نظام إلكتروني متكامل لإدارة وتوثيق سير دفع رواتب العمال بهدف التأكد من التزام أرباب العمل بدفع أجور العمال بشكل مستمر وفي المواعيد المحددة. كما أنشأت لجنة تظلمات يلجأ إليها العمال في حال رفض صاحب العمل مغادرتهم البلاد. لكن قادري قال إن الإصلاحات ربما تكون غير كافية بسبب النظام المبهم للعقود الذي توكل بموجبه شركات عالمية مسؤولية العمال لمقاولين من الباطن. وقال سبعة عمال نيباليين يعملون في استاد خليفة لصالح مقاول من الباطن لمنظمة العفو، إنهم أرادوا العودة لبلدهم للاطمئنان على ذويهم بعد زلزال 2015 لكن أصحاب العمل رفضوا. وذكر عامل آخر أن مديره صرخ في وجهه وهدده بوقف دفع الأجور المتأخرة بعد أن أبلغه العامل بأنه يريد ترك العمل. ويوم الأربعاء قال نيكو وهو عامل نيبالي يبلغ من العمر 32 عاماً يشذب الأشجار قرب استاد خليفة، إنه لم يلق معاملة سيئة لكنه يعرف عمالاً آخرين صودرت جوازات سفرهم. وأضاف "قطر تسابق الزمن وتتطور بسرعة وعلى الجميع - الحكومة والشركات - أن يبدأ في إظهار بعض الاحترام لمن يقومون ببنائها".