أعلن "عبد السميع سعيدون" والي ولاية برج بوعريريج، الجمعة، عن إطلاق الجائزة الوطنية "عبد الحميد بن هدوقة للرواية"، في دورة أولى تشكّل نافذة ودفعة وعرفانا بعطاءات ومآثر الأديب الجزائري الكبير "عبد الحميد بن هدوقة" (1925 – 1996). أسبوعا بعد تفعيل الملتقى الدولي للرواية "عبد الحميد بن هدوقة" الخامس عشر بحر نوفمبر القادم، بالتزامن مع عشرينية رحيل مبدع "الجازية والدراويش"، كشفت مديرية الثقافة لمدينة "برج بوعريريج" (234 كلم شرقي العاصمة)، عن رعاية والي الولاية لجائزة تحمل اسم الراحل "بن هدوقة" هذا المعلم الريادي الشاهق في الحركة الثقافية الجزائرية والصوت الأدبي المتفرّد بإسهامه النفيس في تأسيس وتأصيل الشكل الروائي الفني الجزائري الحديث. وفي وثيقة حصل عليها "الشروق أون لاين" حصريا، أفيد أنّ دواعي استحداث رواية "بن هدوقة" كمشروع ثقافي جديد، جاء ليكون بمثابة نافذة جديدة لتعزيز الحضور الأدبي للرواية لما لها من أهمية بالغة، وكذا لتدعيم الرواية من خلال تقدير وتدعيم الروائيين المبدعين الجزائريين، ولتحفيزهم للمضي قدما نحو آفاق أرحب للإبداع والتميّز، مما سيؤدي إلى رفع مستوى الاهتمام والإقبال لقراءة الرواية وزيادة الوعي الثقافي المعرفي. ولاحظ عرّابو التوليفة أنّ الرواية استطاعت أن تظفر بقارئ أخذته إلى عوالمها، ونقلته من واقع يعيش فيه إلى واقع الفضاء الروائي الذي قوامه السحر والدهشة، المكان فيه أكثر اتساعا، والزمان متحرر من المكان، ورغم تضارب الآراء حول نشأة الرواية، استطاع هذا المتن إثبات شرعيته الفنية، عبر تفاعله مع المتغيرات الفنية وتدوينه لواعج ذلك الزمن بكل أحزانه وأفراحه، ما سمح للرواية بالاستئثار بالمكانة الأولى في أدبنا الحديث.
"ريح الجنوب".. رمزية التجلي ركّز معدّو الوثيقة على أنّه حينما نقرأ رواية، فنحن نقرأ تجربة حياة من خلال عيني شخص آخر، وبذلك يتاح لنا معرفة وجه آخر لا نعرفه عن الحياة، تماما كما نشاهد فيلما عن ظروف مجتمع، فالأعمال الأدبية الروائية العظيمة التي كتبت بصورة جيدة تمنحنا الفرصة للسفر والشعور بمشاعر الشخصيات التي تصفها، وتتيح لنا اختبار الأفكار التي تطرح في الرواية، وريح الجنوب خير مثال على ذلك. وتمّ التنويه أنّ رائعة الأدب الجزائري "ريح الجنوب" هي رمزية للتجلي القادم، وإنشاء جائزة باسم مبتكرها سيكون قوة دافعة للحركة الأدبية على أكثر من صعيد، مثلما يعين إنشاء الجائزة على التحفيز على الإبداع وتدعيم روح المنافسة بين الروائيين الجزائريين، الإسهام في تطوير الإنتاج الروائي في الجزائر، تشجيع وتقدير الموهوبين المتميزين في مجال الكتابة الروائية، واستثمار الطاقات الإبداعية وإغناء المكتبة الجزائرية بأعمال روائية جديدة.
شروط تمهّد لأيقونات أبرز المنظمون أنّ مسابقة "بن هدوقة" مفتوحة لكل الروائيين الجزائريين من الجنسين، على أن يلتزم المتنافسون بما يلي: يجب أن يكون نص المشاركة جديدا المشاركة مفتوحة للرواية المكتوبة باللغة العربية الفصحى او الفرنسية، على ألا يتجاوز النص المقدم 450 صفحة عادية، ولا يقل عن 100 صفحة. يجب أن تتوافر في النص الروائي الشروط الجمالية والفنية العامة للرواية. أن تكون الرواية بلغة عربية فصحى او فرنسية أكاديمية إلا ما تقتضيه الضرورة الفنية من استعمال بعض الألفاظ العامية في الحوار أو السرد، وأن تكون هادفة وواضحة الفكرة. على المشارك أن يلتزم في النص المقدم بالقيم الإنسانية والوطنية الأصيلة مع خلوها مما يتعارض مع الآداب العامة. ألا يكون النص قد قدم لمسابقة أخرى، ويستبعد من المسابقة النص الذي اشترك في إعداده أكثر من شخص واحد. يقدم العمل في ثلاث نسخ ورقية 29,7-21. ومحفوظا في قرص مضغوط، بحيث يطبع ويحفظ النص بحرف تايم Times New Roman قياس 16 ليسهل قراءته في مختلف أجهزة التحكيم، مع ترك مسافة مزدوجة بين السطور تقدر ب 1,5 سم وضبط هوامش الصفحة على المقياس 2,5سم، مع وضع أرقام الصفحات في الهامش السفلي للصفحة. وجرى إدراج سلسلة شروط عامة على النحو التالي: يرسل المشارك باللغتين سرداً بسيرته الذاتية مشتملة على: الاسم الكامل كما هو في وثيقة الهوية، تاريخ ومكان الميلاد، عنوانه الدائم وبريده الالكتروني،ورقم هاتفه، إضافة إلى قائمة لمجمل إنتاجه ومساهماته العلمية والفكرية، وصور فوتوغرافية حديثة. يرفق العمل المشارك باستمارة المشاركة وهي بمثابة تصريح شرفي بأن العمل المشارك به لم يسبق له الفوز بإحدى الجوائز المحلية أو الدولية، وفي حالة ثبوت العكس فإن لجنة انتقاء الأعمال للمشاركة الحق في اعتبار الترشح لاغيا، لا يحق لمن أسهم في تحكيم الأعمال المرشحة التقدم للمشاركة في المسابقة. تنتقل ملكية الأعمال الفائزة إلى الجهة المنظمة. لا تلتزم الجهة المنظمة بإعادة العمل المشارك سواء فاز أم لم يفز. يودع ملف الترشح على مستوى مديرية الثقافة لولاية برج بوعريريج، الكائنة بالمركب الثقافي عائشة حداد طريق مجانة، أو عن طريق البريد العادي على نفس العنوان. آخر موعد لاستلام الأعمال المشاركة يوم 30/09/2016، ولا يقبل أي ترشح ولا يرد عليه بعد هذا التاريخ. يعلن عن نتائج المسابقة خلال الدورة الخامسة عشر من الملتقى الدولي عبد الحميد بن هدوقة. وسيستفيد الفائزون من التحفيزات الآتية: الجائزة الأولى بقيمة 500.000,00 دج الجائزة الثانية بقيمة 300.000,00 دج الجائزة الثالثة بقيمة 200.000,00 دج
"بن هدوقة" في سطور ولد الأديب عبد الحميد بن هدوقة في التاسع من جانفي 1925 بمدينة المنصورة ولاية برج بوعريريج ، بعد التعليم الابتدائي انتسب إلى معهد الكتانية بقسنطينة. انتقل إلى جامع الزيتونة بتونس، بعدها عاد إلى الجزائر ودرّس بمعهد الكتانية بقسنطينة• نضاله ضد المستعمر الفرنسي، دفعه إلى مغادرة التراب الوطني، بداية بفرنسا، ثم اتجه سنة 1958 إلى تونس. عاد مجددا إلى الوطن مع فجر الاستقلال، وتقلد عديد المناصب بينها: مدير المؤسسة الوطنية للكتاب، رئيس المجلس الأعلى للثقافة، وعضو المجلس الاستشاري الوطني ونائب رئيسه، وافته المنية عن عمر يناهز السبعين سنة في أكتوبر 1996، واختار بريد الجزائر شخصية الأديب عبد الحميد بن هدوقة ليرسمها على الطابع البريدي الجديد الذي أصدره 21 سبتمبر 2015، وكان موضوع الطابع البريدي " رجال الثقافة" حيث تم اختيار روائيين و فنانين تشكيليين و يتعلق الأمر بكل من مولود فرعون، امحمد اسياخم وإسماعيل صمصوم إلى جانب بن هدوقة، ورسم البورتريه الفنان "قمر الدين كريم". ترك عبد الحميد بن هدوڤة إرثا أدبيا لا يفنى، وما زال إلى يومنا محط بحث ودراسات أكاديمية في الجزائر وخارجها، مارس مختلف ألوان الأدب بأسلوب متميز، له مؤلفات شعرية وقصصية ومسرحية وروائية مشهورة ترجمت لعديد اللغات. مؤلفاته * الجزائر بين الأمس واليوم، دراسة نشرت تحمل اسم وزارة الأخبار للحكومة الجزائرية المؤقتة سنة .1959 * ظلال جزائرية (مجموعة قصص) نشرت في بيروت عن دار الحياة سنة 1960. * الأشعة السبعة (مجموعة قصص) صدرت في تونس عن الشركة القومية للتوزيع والنشر سنة 1962. * الأرواح الشاغرة (ديوان شعر) صدر في الجزائر عن الشركة الوطنية للنشر والتوزيع سنة 1967. *ريح الجنوب (رواية) صدرت في الجزائر عن الشركة الوطنية للنشر والتوزيع سنة 1971. *الكاتب وقصص أخرى (مجموعة قصص) صدرت في الجزائر عن الشركة الوطنية للنشر والتوزيع سنة 1974. *نهاية الأمس (رواية) صدرت في الجزائر عن الشركة الوطنية للنشر والتوزيع سنة 1975. * بان الصبح (رواية) صدرت في الجزائر عن الشركة الوطنية للنشر والتوزيع سنة 1980. * الجازية والدراويش (رواية) صدرت في الجزائر عن الشركة الوطنية للنشر والتوزيع سنة 1983. * قصص من الأدب العالمي (مجموعة قصص ترجمها الكاتب واختارها من الأدب العالمي، صدرت في الجزائر عن الشركة الوطنية للنشر والتوزيع سنة 1983. * النسر والعقاب (قصة للأطفال بالألوان) صدرت في الجزائر عن الشركة الوطنية للنشر والتوزيع سنة 1985. * قصة في ايركوتسك (مسرحية سوفياتية مترجمة) صدرت في الجزائر عن الشركة الوطنية للنشر والتوزيع سنة 1986. * دفاع عن الفدائيين (دراسة مترجمة عن عمل قام به المحامي جاك فرجاس) نشرت في بيروت سنة ,1975 وسلمت هذه الدراسة إلى منظمة التحرير الفلسطينية. * غداً يوم جديد (رواية) صدرت في الجزائر سنة 1992 في بيروت عن دار الأدب سنة 1997. * أمثال جزائرية، صدر في الجزائر، عن الجمعية الجزائرية للطفولة سنة 1993.