أعمال أدبية وحوارات ومقالات و صور نادرة بموقع الكتروني خاص بالكاتب بن هدوقة تمكن نجل الروائي عبد الحميد بن هدوقة، في الذكرى ال18 لوفاته ،من تخليد مسيرة وحياة والده الموثقة ببعض الصور النادرة وانجازاته الأدبية ومواقفه في موقع الكتروني تفاعلي خاص به، من شأن ذلك المساهمة في الحفاظ على الموروث الذي تركه الراحل و تمكين الباحثين والمولعين بكتبه ومقالاته من التعرف على أدق تفاصيلها . يشرف نجل الراحل أنيس بن هدوقة على الموقع الالكتروني التفاعلي، وفاء لما قدمه صاحب رواية «ريح الجنوب» التي اعتبرها النقاد أول رواية جزائرية مكتوبة باللغة العربية، والتي ترجمت إلى أكثر من 22 لغة أجنبية ،حيث يقول ابنه على الصفحة الرئيسية للموقع:» استبدّت بنا حالة من التردد الكبير قبل إقرار إطلاق الموقع حول والدي عبد الحميد بن هدوقة، رحمه الله الذي توفي ذات 21 أكتوبر من سنة 1996 ،و الأسباب كانت عديدة، لكن اليوم ها هو أخيرا موقع يطلق على الشبكة العنكبوتية، ويرصّع صفحات تتألق على المنتديات الاجتماعية، في الفايسبوك والتويتر واليوتيوب وغيرها...»مضيفا: «إن الوالد عبد الحميد بن هدوقة إن كان ذو حظ عظيم ،أن يكون متعلما في زمان كان العلم بالنسبة إلى الجزائريين حلة، يلبسها المستعمر فقط، فأعتقد أنّ تجربته ونضالاته وكفاحه الطويل هو من صنع الفارق وجعله كاتبا كبيرا..» يتناول الموقع جانبا هاما من السيرة الذاتية للراحل عبد الحميد بن هدوقة، 1925-1996 ،فضلا عن أهم أعماله ، و مقالاته الأدبية، نذكر منها «الجازية والدراويش» ،»بان الصبح و غدا يوم جديد» و «نهاية الأمس» وغيرها ،فضلا عن قصص و أشعار، كما يتضمن الموقع 200 مسرحية إذاعية، احتفظ بها في 8 مجلدات مخطوطة، و يرى نجل الكاتب بأن طبعها و الاهتمام بها سيثري المكتبة الوطنية، التاريخية، و الثقافية. كما يملك الكاتب في مكتبته الخاصة، أزيد من ثلاثة آلاف كتاب وضم الموقع في المقابل إلى جانب السيرة الذاتية لابن هدوقة مجموع المقالات حول حياة الأديب ونضاله، بالإضافة إلى بعض الصور الفوتوغرافية و التي هي موجودة في واجهة الموقع وروايات بن هدوقة، كما يتضمن المقالات والدراسات الخاصة برواياته . أرادت عائلة الراحل أن يكون الموقع حول الوالد تكريما متواضعا لشخصه، وأيضا مساهمة في الأدب والفكر والتاريخ للوطن، لأن هؤلاء الرجال يمتزج أحيانا تاريخهم الشخصي مع تاريخ وطنهم وأمتهم، «حقا إنّ الوالد يقول أنيس الذي تركه في العشرينات من العمر ،عندما كتب ريح الجنوب كانت فعلا أول رواية له، لكنها كانت كما يعلم الجميع أول رواية جزائرية باللغة العربية ، و هي بحد ذاتها لحظة تاريخية هامة ،في الثقافة الجزائرية ، بل منعرجا حاسما أسس لثقافة جديدة في ذاكرة أمتنا الجزائرية». ولد عبد الحميد بن هدوقة في 9 يناير 1925 بالمنصورة برج بوعريريج. بعد التعليم الابتدائي، انتسب إلى معهد الكتانية بقسنطينة، ثم انتقل إلى جامع الزيتونة بتونس، ثم عاد الى الجزائر ودرس بمعهد الكتانية بقسنطينة. واصل نضاله ضد المستعمر الفرنسي الذي كان له بالمرصاد، دفعه إلى مغادرة التراب الوطني مرة أخرى، نحو فرنسا ثم اتجه عام 1958م لتونس، ثم رجع إلى الوطن مع فجر الاستقلال.توفي في 21 أكتوبر 1996م. تقلد عدة مناصب منها: مدير المؤسسة الوطنية للكتاب، رئيس المجلس الأعلى للثقافة، عضو المجلس الاستشاري الوطني ونائب رئيسه. علّم الأدب العربي بالمعهد الكتاني بين 1954- 1955 ثم التحق بالقسم العربي في الإذاعة العربية بباريس، حيث عمل كمخرج إذاعي، ومنها انتقل إلى تونس ليعمل في الإذاعة منتجاً ومخرجاً. بعد عودته إلى الجزائر عمل في الإذاعتين الجزائرية والأمازيغية ،لأربع سنوات، وترأس بعدها لجنة إدارة دراسة الإخراج بالإذاعة والتلفزيون والسينما وأصبح سنة 1970، مديراً في الإذاعة والتلفزيون الجزائري.