صورة من الارشيف كشفت مصادر دبلوماسية فرنسية أن مشروع الاتحاد من أجل المتوسط، الذي أطلقه الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الصائفة الماضية، يعيش على وقع خلافات كبيرة، قبل يوم واحد من اجتماع وزراء خارجية الدول الأعضاء في الاتحاد بمرسيليا الفرنسية، والذي ينتظر أن يحضره مراد مدلسي. * ونقلت وكالة الأنباء الإيطالية عن مصادر فرنسية، أن سبب هذه الخلافات يعود إلى عدم اتفاق الدول الأعضاء في الاتحاد، حول جملة من المسائل، في مقدمتها اسم الدولة التي تستضيف مقر أمانة الاتحاد، وكذا الدور الذي سيسند للجامعة العربية، غير أن باريس تأمل في حل قريب لهذه المشاكل، تفاديا لكل ما من شأنه أن يقود إلى تفجير المشروع. * وأفادت المصادر أن ثلاث مدن قدمت بشكل رسمي طلبها لاحتضان مقر أمانة الاتحاد، وهي كل من مدينة برشلونة الإسبانية، التي سبق لها وأن استضافت مشروعا يوصف بأنه امتداد للاتحاد من اجل المتوسط، وتونس، إضافة إلى مدينة مرسيليا، بصفتها ممثلة للدولة التي أطلقت المشروع، غير أن المدينة الإسبانية تبدو الأقرب لتحقيق هدفها، نظرا لوجود دول عربية لم يكشف عنها ترفض الطرح التونسي، فضلا عن كون طلب مدينة مرسيليا لاحتضان المقر حركته رغبة السلطات المحلية، ولا يحظى بدعم السلطات السياسية في باريس. * وينتظر أن يحسم اجتماع الغد بمرسيليا، الذي أكدت معظم الدول المتوسطية والأوروبية مشاركتها فيه على مستوى وزراء الخارجية، في المشكلة الأخرى التي تهدد المشروع، وفي مقدمتها الخلاف الدائر بين الجامعة العربية ودولة الاحتلال الإسرائيلي، التي تعارض مشاركة الجامعة في الاجتماعات التقنية على مستوى الخبراء، بينما تصر الدول العربية المشاركة على منح الجامعة صفة "مراقب" كامل الحقوق وفي كافة اجتماعات الاتحاد من أجل المتوسط. * وفي هذا السياق، قالت مصادر دبلوماسية فرنسية، إن وزيرة الخارجية الإسرائيلية، تسيبني ليفني، سوف لن تشارك في اجتماع مرسيليا، وأكدت بأنها أوكلت إلى نائبها العربي الأصل، مجلي وهبه، رئاسة وفد تل أبيب في هذا الاجتماع، في خطوة تبدو أنها جاءت متماشية مع حرص السلطات الفرنسية على إنجاح هذا اللقاء، الذي يعتبر منعرجا حاسما في مسيرة الاتحاد، بالنظر إلى المواضيع التي يتناولها. * واستنادا إلى الخارجية الفرنسية، فإن الاجتماع الذي سيتناول ثلاثة مواضيع أساسية، تتمثل في "إجراء حصيلة مرحلية لمشاريع الشراكة الجديدة بين ضفتي المتوسط"، قبل أن يصادقوا على برنامج عمل بعنوان "عملية برشلونة: الاتحاد من أجل المتوسط"، للعام 2009، فضلا عن تخصيص جلسة عمل لتقويم تطورات الأوضاع السياسية في المنطقة. * أما الاجتماعات القطاعية التي ستعقد بداية من العام المقبل، فستناقش مسالة تنفيذ المشاريع التي أطلقها المشروع، مثل تنقية مياه البحر واستخدام الطاقة الشمسية في المتوسط، والحماية المدنية والتعاون في مجال التعليم العالي والنقل وتنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة الحجم.