ستفتح نهاية الأسبوع، محكمة جنايات بومرداس أهم قضية مبرمجة عبر جميع محاكم جنايات الوطن والتي تدخل ضمن جرائم العصابات المنظمة والتي تشرف عليها شبكات إجرامية مقسمة لثلاث مجموعات، أولها مختصة في تهريب مختلف المركبات من شاحنات ومقطورات وسيارات نفعية من المغرب نحو الجزائر، معظمها مسروق من اسبانيا، المجموعة الثانية تعمل على تسوية وضعية تلك المركبات إداريا عن طريق تزوير وثائق لها، فيما تتكفل مجموعة ثالثة بتدعيم المجموعات الإرهابية بمختلف الأسلحة والذخائر الحربية. * وعليه تراوحت تهم 38 شخصا بين استيراد أسلحة وذخيرة حربية ممنوعة، التهريب، تقليد أختام واستعمال المزور في وثائق إدارية، تبييض الأموال والرشوة، إضافة للتهريب، فالمتهمون ينحدرون من ولايات مختلفة على غرار بومرداس، الجزائر، البليدة، المدية، تلمسان، وهران، مستغانم، أدرار وورڤلة، يتصدرهم رؤوس التهريب المتمركزون بالصحراء الجزائرية والحدود المغربية الجزائرية، مع وجود أربع نساء متورطات في التزوير والرشوة وحتى التهريب. * مذكور أيضا في القضية أشخاص من المملكة المغربية مختصون في تهريب الشاحنات، إضافة لاسم "زهير حارك" المكنى "سفيان فصيلة" موّن الجماعات الإرهابية بالسلاح والذي قُضي عليه في العملية نفسها. * والهدف من هذه التنظيمات الثلاث، حسب التحقيقات الأولية، هو الحصول على أموال لتغذية الجماعات الإرهابية النشطة على مستوى ولاية بومرداس، بعد تحويلها في حسابات أشخاص آخرين ومن عملات أجنبية إلى عملة وطنية وسحبها بالتقسيط للتمويه وعدم لفت انتباه الهيئات المالية، هدف آخر هو تكوين ثروة بالنسبة لبعض المتهمين. * فالقضية التي تعود خيوطها إلى11 و12 أكتوبر 2006 تتلخص في نصب كمين من طرف المصالح المركزية للشرطة القضائية التابعة لوزارة الدفاع الوطني بعد تحصلها على معلومات حول عملية تهريب أسلحة بمنطقة غرداية، فتم القضاء على شخصين كانا على متن شاحنة هونداي معبأة بأسلحة حربية، وبعد تمديد التحريات ألقي القبض على أربعة أشخاص أودعوا الحبس المؤقت، أهمهم (س،م) من بومرداس صرح في التحقيقات الأولية بتردده على المملكة المغربية بطريقة غير شرعية وشرائه لمسدس من أحد المغاربة، وفي سجن الحراش تعرف على أحد الإرهابيين الذي طلب منه توفير الأسلحة للجماعات الإرهابية، وتعرفه على المدعو (ب،ك) مولود بمالي ويقطن بمنطقة أدرار، والذي يعتبر من أكبر المهربين في الصحراء الجزائرية، وهو من تكفل بتأمين الأسلحة للجماعات الإرهابية، حيث صرح (ك،ب) بأنه كان يعمل في مجال تهريب السجائر ثم تحول إلى المتاجرة بالزئبق الأحمر الذي كان يؤمنه عن طريق أشخاص منهم توارڤ، ثم يبيعه لأشخاص ببومرداس، كما تحدث عن تعرفه على أشخاص يزورون العملة، وأنه كان همزة وصل في صفقة الزئبق الأبيض التي تمت بين أشخاص من الثنية وتيزي وزو، وأنه يعتبر محورا رئيسيا في صفقة أنياب الفيل، وأضاف أن أشخاصا اتصلوا به من تبسة ليؤمن لهم الزئبق الأحمر وأسلحة كلاشينكوف، وعليه تنقلوا إلى مدينة وجدة المغربية بطريقة غير شرعية لإحضار شاحنات من هناك وإدخالها الجزائر ثم تزويرها، وكانوا يمدونه بمبالغ بالعملة الصعبة كان يحولها إلى العملة الجزائرية. وعند إلقاء القبض على الشاحنة المحملة بالأسلحة فر هذا الأخير نحو مالي ثم سلم نفسه، وخلص التحقيق إلى أن كثيرا من الشاحنات والمقطورات دخل من التراب المغربي نحو الجزائر، حيث تم استخراج وثائق مزورة لها من طرف موظفين ببلدية براقي منهم نساء.