شهدت ولاية تيزي وزو خلال السنوات الأخيرة خاصة بعد انسحاب مصالح الدرك الوطني من الميدان، انتشارا مخيفا لظاهرة سرقة السيارات والشاحنات، من طرف شبكات مختصة استغلت فرصة تردي الأوضاع الأمنية، لا سيما في المناطق النائية المنعزلة التي يصعب مراقبتها. وحسب ما كشفت عنه احصائيات مصالح الدرك الوطني المسجلة خلال السنوات الأخيرة، فإن الولاية عرفت سرقة 219 سيارة من مختلف الأصناف، حيث تم تسجيل خلال سنة 2005 نحو 52 سيارة مسروقة، فيما ارتفع العدد خلال سنة 2006 الى 98 سيارة مسروقة، بينما تراجع في سنة 2007 الى نحو 35 سيارة مسروقة. وانتشرت عملية سرقة السيارات بمنطقة القبائل الكبرى مؤخرا وأخذت منعرجا خطيرا وأصبحت قضايا السرقة تحتل صدارة الجرائم، فأغلب القضايا التي تعالجها محكمة الجنايات بمجلس قضاء تيزي وزو تتعلق بقضايا السرقة بمختلف أنواعها، فلقد اغتنم رواد الجريمة لا سيما بعد أحداث منطقة القبائل في 2001، الفرصة لتنفيذ مخططاتهم الرامية الى تجريد المواطنين من ممتلكاتهم. وبالرغم من أن مصالح الدرك عمدت في الآونة الأخيرة الى تكثيف نشاطاتها فيما يخص وضع نقاط المراقبة والتفتيش، إلا أن المواطنين بالولاية مازالوا يتعرضون بصفة متكررة للاستفزاز والنهب من طرف هذه العصابات. وتوحي جميع المعطيات التي سجلتها الجهات الأمنية كالشرطة أو وحدات المجموعة الولائية للدرك الوطني، بأن معظم هذه السرقات سجلت في أماكن منعزلة على غرار المناطق الجبلية، حيث تترصد العصابات ضحاياها من المواطنين الأبرياء من خلال نصبها لحواجز مزيفة لتجريدهم من ممتلكاتهم، حيث سجلت مصالح الدرك منذ بداية السنة الى غاية أواخر شهر ماي نحو 34 سيارة مسروقة انحصر معها أمل أصحابها في استرجاعها بسبب لجوء العصابات الى تفكيكها وتحويلها الى قطع غيار يتم بيعها في الأسواق. ويبقى الأمل قائما في إعادة نشر فرق الدرك الوطني المجمدة منذ الربيع الأسود 2001، وذلك حسب تصريح قائد المجموعة الولائية للدرك الوطني بتيزي وزو السيد "بن عزوز سالم" الذي أكد انجاز 60 من 47 مقرا للدرك بتراب الولاية بحلول سنة 2009، ويأتي هذا استجابة لطلبات المواطنين الذين يلحون وباستمرار على ضرورة عودة نشر قوات الدرك خاصة بالمناطق الساخنة التي تنشط بها العصابات وجماعات أشرار. وأبدى سكان ولاية تيزي وزو استحسانهم للعودة التدريجية لفرق الدرك، حيث اعتبروها خطوة جادة لوضع حد للفوضى السائدة من جهة والقضاء على الإجرام المتصاعد من جهة أخرى، ولقد بدأت في اعطاء ثمارها حيث أخذت المنطقة تسترجع حيويتها ونشاطها الذي فقدته من قبل.