أجّلت محكمة الحروش، جنوب ولاية سكيكدة، الأربعاء، النطق بالحكم في قضية غريبة، لم يسبق أن شهدتها المحاكم الجزائرية. وتتمثل هذه القضية في فضيحة اقترفها منتخب بالبلدية، استهلك خلال شهرين أكثر من 30 مليون سنتيم في مكالمات هاتفية، كان يجريها مع أشخاص مجهولين خارج الوطن، إلى الأسبوع المقبل، فيما التمس النائب العام بالمحكمة عامين حبسا نافذا، لهذا العضو الأفلاني في المجلس الشعبي البلدي لبلدية صالح بالشعور، بولاية سكيكدة، المدعو "س. ب" في الأربعينات من العمر. وذلك على خلفية متابعته بتهمة تبديد المال العام، عن طريق إجراء مكالمات دولية لا علاقة لها بالعمل، من الخط الهاتفي لإحدى مصالح البلدية بلغت قيمتها أكثر من 30 مليون سنتيم. وقد أثبتت التحقيقات الأمنية التي اعتمدت على تصريحات ممثلين عن اتصالات الجزائر، التي باشرتها مصالح الأمن على إثر تلقيها رسالة مجهولة، أن كل المكالمات كانت صادرة من ذات الخط، الذي كان يستعمله هذا العضو في منتصف الليل، باتجاه عدة دول أوربية، كما أفاد حارس بالبلدية تم الاستعانة بشهادته، أن العضو "س. ب"، كان كثيرا ما يرتاد المكتب في الفترات الليلية وخارج أوقات العمل إلى غاية فجر اليوم الموالي، بحجة إتمام بعض الأشغال المتأخرة والزعم بالاهتمام بانشغالات المواطنين والسهر على حل مشاكلهم، بينما يقضي ليله في مكالمات أجنبية من المال العام.