لم يعد الوزراء في الجزائر أشخاصا يصعب التقاط صورا معهم كما في وقت مضى، حينما كنا نشاهدهم في لقاءات رسمية عبر شاشات التلفزيون أو نسمع خطاباتهم عبر أثير المذياع، وحتى لو أتيحت فرصة لنقترب منهم بعد مقاومة التدافع البشري حولهم خلال التجمعات والمحاضرات والندوات، لا يمكن لنا أن نلتقط صورة معهم بالسهولة التي أتاحتها الهواتف النقالة اليوم وعن طريق تقنية السلفي.. باتت موضة "السلفي" مع الوزراء والمسؤولين في الجزائر تستهوي الشباب الذي كان في العادة يهتم بالتقاط الصور سواء بالهاتف النقال أو آلة التصوير مع الفنانين . السلفي وسلال خلفي ..أو السلفي والوزير خلفي كلمات تتردد عبر شبكات التواصل الاجتماعي وهي مرفقة بصور لشباب مع وزراء كالوزير الأول عبد المالك سلال، عبد السلام بوشوارب وزير الصناعة والمناجم، وعمار غول وزير السياحة، وغيرهم من الوزراء الحاليين والسابقين. "السلفي" أثار انتباه الجزائريين الذين تتبعوا مباراة كأس الجمهورية لسنة 2016 في ملعب 5جويلية، حيث صنع الوزير الأول عبد المالك سلال، الحدث، من خلال التقاط لاعبي مولودية الجزائر صور سلفي معه قبل وبعد تسليمهم كأس الجمهورية، وأصبح بذلك سلال نجم السلفي. وتكررت مشاهد التقاط السلفي مع الوزراء مؤخرا في الندوات واللقاءات وفي الخرجات الميدانية، وبات الوزير عمار غول الشخصية الجزائرية السياسية التي تستهوي "الزوالية" لالتقاط صور معها عن طريق "السلفي"، وانتقلت حمى السلفي مع الوزراء للشيوخ والنساء وحتى الأطفال مثلما حدث مع وزير الأشغال العمومية وعبد السلام بوشوارب مؤخرا في مؤتمر الأرندي بفندق الأوراسي. في السياق، وفي هذا الإطار حذر المختص في تكنولوجيات الإعلام والاتصال، يونس قرار، من صور السلفي التي تلتقط حسبه في أقل من ثانية مع الوزراء والمسؤولين، حيث يمكن أن يستغل أشخاص هذه التقنية لتشويه المسار السياسي لهم من حيث لا يشعرون، حيث تفرض هذه التقنية في رأي قرار، اليقظة والفطنة من طرف هؤلاء الشخصيات الفاعلة في المجتمع.