ستكون أنظار سكان ولاية تبسة، الأحد على موعد مع محاكمة الموسم الجنائية، والخاصة بجريمة قتل راح ضحيتها الطفل بهاء الدين بن طيبة، قبل سنتين من طرف 4 أشخاص، استغلوا براءة الطفل البالغ من العمر 8 سنوات، والمقيم بحي غيلان، حيث استدرج من طرف المتهمين، الذين تتراوح أعمارهم بين 24 و48 سنة، بعد خروجه من البيت، فحوّلوه إلى منزل المتهم الرئيس المسبوق قضائيا، وقاموا بالاعتداء عليه جنسيا، ثم خنقوه ببرودة دم، إلى أن فارق الحياة. وقد غادر متهمان منهم إقليم بلدية الكويف، فيما بقي الآخران بالكويف وتظاهرا بعملية التفتيش عن الطفل المفقود، وحضروا جنازته وبكوا، وبعد ضغط الشارع ونشاط رجال الشرطة، قرر الجناة التخلص من الجثة، وإبعادها من المنزل، حيث تم حفر حفرة قرب خط السكة الحديدية للمنجم، على مستوى الحي على بعد 500 متر من منزل الضحية، ووضعوه فيها، وبعد تحول القضية إلى مسألة رأي عام، حيث تعدّدت المسيرات والاحتجاجات بمدينة الكويف، تضامنا مع أهل الضحية، وخاصة والده الشرطي، المشهود له بالطيبة والسلوك الراقي، مع مختلف شرائح المجتمع، كثفت العناصر الأمنية تحقيقاتها مستعملة الكلاب المدرّبة، التي أشارت إلى مكان توجه الطفل في أول يوم من اختفائه، المصادف ل18 نوفمبر 2014، وبعد يومين تزامنا مع توقيت مقابلة لعبها الخضر وشدت الأنظار، قام الجناة بإخراج الجثة باستعمال كيس مموّه، ووضعه في الحفرة المعدة من قبل، والتي لم يتجاوز عمقها 70 سنتمترا. وأثناء عملية تفتيش رجال الشرطة، شوهد الكيس تعريه الرياح من الأعلى، أين تم الاقتراب منه واستخراجه، ليتم العثور على الجثة، حيث تعالت التكبيرات وتم نقله مباشرة إلى مصلحة حفظ الجثث، أين كشف التقرير الطبي الاعتداء على الطفل جنسيا، من طرف الجناة وقتله خنقا، ليتم توقيف الجناة الواحد تلو الآخر، رغم صعوبة العثور عليهم، بعد محاولة تغيير محل إقامتهم، وقد تم تقديمهم أمام الجهات القضائية بمتابعة جماهيرية لم يسبق لها مثيل، بل أن مواكب السيارات التي تابعت سيارة الشرطة المقلة للجناة من الكويف إلى تبسة، على بعد 30 كيلومترا تفوق بكثير موكب جنازة شخصيات معروفة، حيث تم إيداعهم الحبس المؤقت، بعدة تهم أبرزها الاختطاف والاعتداء الجنسي والقتل العمدي، مع سبق الإصرار والترصد، ونظرا لبشاعة الجريمة وتأثر الرأي العام بها، فإن محاميي تبسة رفضوا التأسس لفائدة القتلة أو حتى الدفاع عنهم، وهذا تضامنا مع أهل الضحية، وسكان المنطقة، مثل ما أكده أصحاب الجبة السوداء للشروق اليومي.