فتحت مصالح الأمن المختصة تحقيقات مدققة، اعتمادا على تقارير ووثائق إثبات داخلية أعدتها المفتشية العامة بالوسط لبنك الجزائر الخارجي على فترات مختلفة، سجلت تجاوزات غير مسبوقة، تمثلت في تمكين عدة متعاملين من سحب مبالغ مالية ضخمة من حسابات بنكية بدون أرصدة أو قروض، بإحدى وكالات البنك وسط العاصمة. * تبين من خلال الوثائق التي بحوزتنا انه وعلى فترات متعددة، تمكن ما لا يقل عن ستة متعاملين من أصحاب الحسابات البنكية التجارية بإحدى وكالات بنك الجزائر الخارجي وسط العاصمة، من سحب مبالغ مالية ضخمة من حساباتهم الخالية من أي رصيد، بتواطؤ بعض العاملين هناك، حيث يمكنون المتعامل من الحصول على المبلغ المالي الذي هو بحاجة إليه وصرف مبالغ مالية بصكوك بدون رصيد، ويدرج الصك إلى حين تسديد المبلغ في محور خاص لا يمكن انكشاف العملية؛ لأن الصك بدون رصيد لا يدرج ضمن القيم المصروفة إلا بعد تسديد المبلغ من طرف المتعامل. * صرف الملايين بصكوك بدون رصيد وتسديد مستحقات آخرين بصكوك مؤشرة * وجاء في تقرير المفتشية العامة بأن التحقيقات التي جاءت بتعليمة من المديرية العامة، أكدت أن متعاملا قام بسحب 307 ألف دج من حسابه الخالي من أي رصيد، وتمكن متعامل آخر من سحب خلال عدة عمليات ما يفوق 2.65 مليون دج، رغم أن قيمة القرض المصغر الذي تحصل عليه مقدر بمليوني دج فقط، فكيف تمكن من سحب المبلغ الزائد عن قيمة القرض، والمقدر ب 650 ألف دج. وقد تمكن المتعامل من السحب النقدي لجزء من القيمة المسحوبة بدون رصيد، مثلما ورد في الملاحظة التي سجلها المفتشون في تقريرهم الذي تحوز "الشروق" نسخة منه. * متعامل آخر استطاع سحب مبالغ هامة من حسابه الشاغر، وسجلت القيم كديون، ورغم انه لم يحصل على أي قرض، قدرت القيمة المسحوبة من رصيده الشاغر بأكثر من 5 ملايين دج. وقد تمكن هذا المتعامل حسبما ورد في التقرير من سحب 4.5 مليون دج بصك يحمل رقم 9295618 في حين ان رصيده مدين بما لا يقل عن 695 ألف دج يوم السحب. * وتمكن متعامل آخر لم يستفد من أي قرض من صرف أكثر من مليون دج على عدة مراحل وبصكوك رصيد حسابها مدين، حيث سهلت إدارة وكالة البنك المذكورة للمتعامل على ثلاث مراحل سحب القيمة المذكورة، وفي كل مرة كانت تصرف للمتعامل تلك المبالغ كان رصيد حسابه خاليا من الأموال، بل كان دائما مدينا، حيث سحب مرة مبلغ 220 ألف دج، في حين أن رصيده يومها كان مدينا ب 392 ألف دج. * وفي المرة الموالية، سحب نفس المتعامل 400 ألف دج بصك، رغم أن حسابه مدين بالقيمة المذكورة آنفا، وهو المبلغ الذي صرف بموجب صك مؤشر لتسديد مستحقات متعامل آخر في ولاية سعيدة، صرفت لفائدته هذه القيمة من طرف وكالة البنك بسعيدة على مرتين. * وما تجدر الإشارة إليه، أن ملف التحقيقات التي تمت مباشرتها، تضمنت إلى جانب فضائح صرف الملايير من أرصدة مدانة، ملفات قروض منحتها وكالات البنك بعدة ولايات وتملك "الشروق" نسخا عن قراراتها التي تضمنت إلى جانب قيم القروض الممنوحة الضمانات المرهونة نظير تلك القروض، وهي ضمانات قالت مصادر "الشروق" لا ترقى إلى أن يمنح بناء عليها عشر تلك القروض.