تشهد العديد من الشركات الوطنية المختصة في مجال المحروقات تراجعا كبيرا فيما يخص نوعية العمل المقدمة من طرف العمال، خلال السنوات الخمس الماضية بمدينة حاسي مسعود وهو ما أدى إلى تراجع مردودية الإنتاج بنسب متفاوتة فيما يخص المحروقات بأنواعها، وهذا استنادا إلى تصريح بعض المهندسين للمؤسسة الوطنية للأشغال في الآبار والمؤسسة الوطنية للتنقيب "للشروق" في وقت سابق، وتتعدد أسباب ذلك منها تراجع في توظيف الكفاءات، خاصة في مجال المحروقات خلال السنوات الأخيرة، حيث أن أغلب هذه الشركات أصبحت تعتمد في توظيف العمال على أساس المعارف والمحاباة من طرف العديد من المسؤولين وهذا في المقام الأول وبالأخص في المناصب المهمة، مما أثر سلبا على سير النشاط العام للعمل بالعديد من الورشات المتواجدة على مستوى حاسي مسعود والتابعة لهذه الشركات، إضافة للتوظيف العشوائي، سواء عن طريق وكالة التشغيل أو عن طريق التوظيف المباشر. ومن جهة أخرى، تشهد العديد من هذه المؤسسات، خاصة الوطنية منها تسييرا فوضويا على مستوى توجيه المناصب سواء بالورشات أو على مستوى المديريات، مما خلف تداخلا وخلطا كبيرا فيما يخص تبادل المناصب في مختلف فروع المديريات، حيث يكاد يصبح هذا الأمر عادة في العمل الإداري بهذه المؤسسات من طرف العديد من المسؤولين، وهذا لعدة اعتبارات كالمحاباة والمحسوبية، وهو ما يؤثر سلبا على السير العام لهذه المؤسسات التي تمثل عصب الاقتصاد الوطني، حيث أضحت مقولة "الرجل المناسب في المكان غير المناسب" هي السمة البارزة في تغيير المناصب. وفي نفس السياق، شهدت السنوات الأخيرة نزوح العديد من العمال، خاصة الذين لهم أقدمية أكثر من خمس سنوات من الورشات التابعة لهذه الشركات إلى مختلف المديريات والمقرات وقواعد الحياة المتواجدة بحاسي مسعود، وهذا عن طريق تحويل داخلي للمنصب في الشركة وهذا بطرق ملتوية، كل هذا أثر كثيرا على النشاط العام لهذه الشركات، وهو ما يفسر تدهور تسيير هذه الشركات واختلالات كبيرة في السير الحسن لهذه المؤسسات الوطنية العاملة بالمنطقة.