رغم الموقع المتميز لهذا الصرح الثقافي والتاريخي متحف الوادي الذي يتوسط مدينة الألف قبة وقبة، بالقرب من ساحة الشباب، إلا أنه يعاني التهميش واللامبالاة من طرف الجميع، دون استثناء، كما أن عدد الزائرين يكاد يكون معدوما، ويقتصر على المناسبات الوطنية، أو زيارة بعض الوفود التربوية، أو المضطرين لدخوله من طلبة الجامعة لاستغلال كتبه النادرة، أما باقي الإقبال، فيكاد لا يكون بسبب نقص الإشهار، أو حتى لافتة توجيهية للمتحف، ويلاحظ كل من يمر عبر الطريق المؤدية للمتحف وضعية المتسولين، ومرتع للمدمنين على الخمور، وأنواع أخرى من المهلوسات العقلية وذلك في جميع الأوقات مما خلف انتشارا رهيبا للقارورات الخضراء للجعة، وغيرها من الخمور رغم منع شربه وبيعه في الولاية منذ عدة سنوات، كما أن جدرانه تأثرت وتآكلت بعوامل طبيعية وبشرية كثيرة، بدءا بتجمع مياه الأمطار من حول ، إضافة إلى حرق الأوساخ بجانبه، مع غياب الترميم لعشرات السنوات الماضية . وعلمنا أن المتحف، يفتح أبوابه في الفترة الصباحية فقط، ووظفت مديرية الثقافة خمسة عمال بصيغة الإدماج لفتحه وغلقه فقط، هذه الوضعية التي آل إليها المتحف والمسكوت عليها اعتبرها أهل الولاية مهينة للتاريخ الثوري للمنطقة، كما يلاحظ كل من يقوم بزيارة داخلية بتدهور المعروضات من أدوات ووسائل وحيوانات محنطة، وثياب وكتب تعرف بشساعة المخزون الثقافي والتاريخي، الذي أصبح محل ضياع ومحطة للنسيان والإهمال، فبعض الورق تحول بعوامل عدة إلى رماد، وأصبح الغبار المشهد الأساسي والرئيسي والصورة المعبرة للمعروضات، مع تمازجها برطوبة وتعفن المكان لتجعل الوافدين يتأففون أو يغلقون أنوفهم، والإسراع للخارج بحثا عن هواء نظيف يملأ به صدره المختنق . وعبر عدد من العمال عن استيائهم للتجاهل الصريح لهذا الصرح الثقافي بالجهة، كما عبر لنا مدير الثقافة في لقاء سابق على أن المتحف هو مركز عرض فقط والمديرية مكلفة بتسييره في حدود إمكانياتها. من جهته مدير الثقافة وفي تصريح للشروق، قال إن وضعية المتحف عادية جدا، وتم تزويده بكاميرا مراقبة وقال نحن في مفاوضات مع إحدى الجمعيات كي تسلمنا مقتنيات ثمينة تعرض في المتحف، وسيتم تزويده بمربعات زجاجية وتم تعيين إطار في قطاع الثقافة تشرف على تسييره وهي تبذل جهودا كبيرة للنهوض به وما يقال بخصوصه ربما كان في مرحلة سابقة، مشيرا إن وضعية محتوياته حاليا أفضل بكثير مما كان عليه الأمر سابقا.