يشتكي سكان العقلة، الواقعة في أقصى جنوب ولاية الوادي، من وضع بيئي جد متدهور، حول حياتهم إلى جحيم لا يطاق، على حد وصفهم، لانعكاساته السلبية على الوضع الصحي للسكان، وجعلت العديد منهم يفكرون في الرحيل، باتجاه بلديات أخرى يجدون فيها العيش الأحسن. وأشار عدد من سكان البلدية، التي لا يتجاوز عدد القاطنين بها ثمانية آلاف، في حديثهم للشروق أن معاناتهم، تتضاعف، خاصة مع حلول فصل الصيف، حيث تنتشر الروائح الكريهة، المنبعثة من الإسطبلات، إذ تشتغل نسبة كبير ة منهم في مجال تربية المواشي، بالإضافة إلى الروائح الكريهة المنبعثة، من عشرات الشاحنات المحملة بالفضلات الحيوانية، التي تدخل يوميا للبلدية، والمستعملة من طرف الفلاحين، كسماد طبيعي في زراعة البطاطا، التي تعرف ازدهارا كبيرا في البلدية المذكورة، على غرار باقي بلديات الولاية. غير أن أهل العقلة، عبروا عن تذمرهم وسخطهم، الشديدين من انتشار الإسطبلات المخصصة لتربية الأغنام، وسط النسيج العمراني للبلدية، والتي تنبعث منها روائح كريهة، تزداد حدتها حسبهم في فصل الصيف، خاصة وأنهم يلجؤون في الليل، إلى المبيت وسط ساحات المنازل الرملية، أو أسقف البيوت، سكان البلدية يتحدثون بمرارة عما آل إليه وضعهم، بفعل هذه الإسطبلات، وكذلك الفضلات الحيوانية، والتي جعلت من جنبات الطريق، أماكن لتخزينها، ثم نقلها إلى مزارع الفلاحين، في محيطات القداشي التابعة لبلدية الرباح، وسندروس إذ تبقى عدة أيام في مكانها قبل أن يتم نقلها. وذكر السكان، أن الوضع الصحي لغالبيتهم يسير نحو الأسوأ خاصة وأن عاد الإصابات بمرض الربو والحساسية والعيون والصدر والأمراض الجلدية، يعرف زيادة مضطردة، كما أن أحياء البلدية، تسجل يوميا إصابات باللسع العقربي بفعل انتشارها وسط أكوام القمامة، وفي الإسطبلات، ودفع الوضع البيئي المذكور، عديد السكان، لعرض منازلهم للبيع، بأسعار جد منخفضة، والانتقال إلى العيش في بلديات أخرى، في حين لجأ آخرون، ممن لا يستطيعون ترك العقلة إلى الرحيل عن منازلهم، واستئجار منزل في بلديات أخرى لقضاء فترة العطلة الصيفية. رئيس بلدية العقلة بالنيابة، وفي رده للشروق عن هذه الانشغالات قال، إن البلدية خصصت منطقة خارج النسيج العمراني، لاعتمادها كموقع للإسطبلات، إلا أن المربين لم يلتحقوا بها بحجة انتشار ظاهرة سرقة الأغنام.