تعرف مختلف التجمّعات السكانية، المتواجدة بضواحي المدن بولاية عنابة، انتشار ظاهرة تربية الحيوانات في زرائب، تقام على حساب الطرقات والممرّات بالأحياء السكنية، دون مراعاة الأخطار الناجمة عن نشاط تربية الحيوانات، المشوّه للنسيج العمراني. تعد عاصمة الولاية واحدة من المدن، التي تشهد انتشارا واسعا للظاهرة. إذ لا يكاد حيّ، يقع بضواحي المدينة، يخلو من تربية المواشي والأبقار والكلاب، المستعملة عادة في حراسة القطيع بالزريبة من السرقة، على غرار حي أحياء القطاع الحضري الثاني والثالث وحتى بعض التجمّعات السكانية، الواقعة بقلب المدينة، في صورة حيواد الذهب، حيث أقيم بإحدى القطع الأرضية، المتواجدة به إسطبل، وهذا في غياب شبه كلي لعمليات تطهير المدينة من الظواهر السلبية، التي تشكّل خطرا على صحة المواطن، خاصة عندما يتعلق الأمر بالأطفال والمواطنين الذين يعانون من أمراض الحساسية والربو، حيث تتسبب الروائح الكريهة المنبعثة من الإسطبلات، في تأزّم أوضاعهم الصحيّة، فضلا عن أخطار انتقال مرض البريسيلوز وغيره من الأمراض المتنقلة عن طريق الحيوانات، علما أن هذه الأخيرة ترعى في المفارغ العمومية من الزبالة، لاسيما وأن معظم مربي الماشية والأبقار داخل المدن يلجأون إلى بيع مشتقات الحليب واللبن، بطرق غير صحيّة للمواطنين، إما مباشرة ببيوتهم وبالأسواق في قوارير بلاستيكية مسترجعة. فيما يفضّل البعض المساحات الخضراء المنجزة للترفيه وتحسين المنظر الجمالي للمدن للرعي ويستعمل البعض الآخر الغابة المجاورة للرعي، غير مبالين، بما قد ينجرّ عن ذلك من خسائر فيما يعتبر الرئة، التي تتنفس منها مدينة عنابة. أما الزرائب المقامة بالقرب من مساكن مربي الحيوانات، فإنها تنصّب على حساب الطرقات والممرّات، وسط استياء السكان المجاورين، حتى ولو كان الإسطبل مقاما داخل المسكن، بسبب مساهمتها السلبية في تشويه المنظر العام للنسيج العمراني والخطر الصحيّ، عامة. أما محترفو تربية الحيوانات داخل النسيج العمراني لمدينة عنابة وكبرى البلديات الأخرى على غرار البوني وسيدي عمار فيتذرّعون بعدم توفر مناصب الشغل ويرون أن هذه المهنة التي يزاولونها أبا عن جد تعتبر مصدر رزق بالنسبة لهم، في ظل البطالة المنتشرة، فهم يلجأون إلى بيع الحليب واللبن، لضمان لقمة العيش وبيع الأغنام في المناسبات. والغريب أن عددا من مربّي الحيوانات بالتجمّعات السكنات داخل المدن، يقدّمون الحليب لوحدة إنتاج الحليب.