قالت ميليشيات الحشد الشعبي الشيعية، الداعمة للجيش العراقي في معركة الفلوجة، إنها تعتزم اقتحام المدينة الواقعة غربي العاصمة بغداد فور خروج المدنيين منها. وقال هادي العامري قائد فيلق بدر، إحدى أبرز فصائل الحشد الشعبي: "نحن الحشد سوف لن ندخل الفلوجة ما دام فيها عوائل". وأضاف العامري: "من دون اشتراك الحشد لن يستطيع أحد من تحرير الفلوجة". وتعد تلك التصريحات تراجعاً عن تصريحات سابقة أعلن فيها عدم مشاركة الحشد الشعبي في اقتحام المدينة. وعند سؤاله عما سيحدث إذا تمكن المدنيون من الفرار من المدينة السُّنية الواقعة على بعد 50 كيلومتراً إلى الغرب من بغداد، قال العامري "بالتأكيد سندخل ونطهر المدينة من شر هذه الغدة السرطانية ولا يمنعنا أحد"، حسب ما أفادت وكالة رويترز للأنباء. والفلوجة كانت أول مدينة عراقية تقع تحت سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) في جانفي 2014 وهي ثاني أكبر المدن التي لا يزال التنظيم يسيطر عليها بعد الموصل في الشمال. وتُتهم ميليشيات الحشد الشعبي بارتكاب انتهاكات بحق المدنيين في ضواحي الفلوجة، وهو الأمر الذي اعترف فيه رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي وأمر بالكشف عن المتورطين ومحاسبتهم.
"تفجير مزدوج" في غضون ذلك، زعم تنظيم "داعش" مقتل 30 من عناصر الجيش العراقي على الأقل في تفجير انتحاري مزدوج في منطقة الزراقية شمالي الفلوجة، حسب ما أوردت وكالة أعماق التابعة للتنظيم المتشدد. وقال التنظيم، إنه تمكن من تدمير 10 عربات عسكرية تابعة للجيش وبث مقطعاً مصوراً للاشتباكات التي تدور في المدينة وظهر فيه مسلحون تابعون للتنظيم يتعهدون "بمواصلة القتال حتى الوصول إلى بغداد". وكان رئيس الوزراء العراقي قال في الأول من جوان، إن الهجوم الذي يهدف إلى طرد مسلحي "داعش" من الفلوجة تباطأ من أجل حماية المدنيين. وتقول الأممالمتحدة، إن نحو 50 ألفاً محاصرون في المدينة دون ما يكفي من المياه أو الأغذية أو الرعاية الطبية. وستكون الفلوجة ثالث مدينة رئيسية في العراق تستعيد الحكومة السيطرة عليها بعد تكريت - مسقط رأس صدام حسين - والرمادي عاصمة محافظة الأنبار في غرب البلاد. وكانت القوات العراقية أعلنت، السبت، استعادة السيطرة على ناحية الصقلاوية، التي تقع على بعد 12 كيلومتراً شمال مدينة الفلوجة، حيث يوجد معقل تنظيم "داعش"، بحسب مصادر أمنية. وقال مدير ناحية الصقلاوية جاسم المحمدي، إن قوات من الجيش والشرطة تدعمها فصائل من الحشد الشعبي دخلت المركز بعد معارك عنيفة مع مسلحي التنظيم. وتحظى الصقلاوية بأهمية إستراتيجية للتنظيم من ناحية الإمداد، كونها الرابط بين الفلوجة وجزيرة الخالدية التي تمتد إلى صحراء الأنبار التي لازال التنظيم يسيطر عليها وصولاً إلى الشرقاط، ومن ثم مدينة الموصل. وتشن القوات العراقية عملية عسكرية منذ أيام بهدف استعادة السيطرة على معقل تنظيم "داعش" في الفلوجة.