يشيع محمد علي كلاي، الجمعة، في مدينة لويفيل في ولاية كنتاكي في غرب الوسط الامريكي، في جولة أخيرة تحت الأضواء لرياضي استثنائي ألهب حماسة الجماهير في زوايا العالم الأربع، وبات اسمه على كل لسان من أفغانستان إلى زائير. وكانت صلاة الجنازة أقيمت الخميس في قاعة فريدوم هول، التي شهدت هزيمة بطل الوزن الثقيل السابق أمام ويلي بسمانوف في عام 1961، وكانت آخر مبارياته في لويفيل. ويدفن الملاكم الذي عرف برشاقة الخطى كراقص بقبضتين من فولاذ، في مسقط رأسه في صميم منطقة أذلته ثم مجدته، بحسب الفترة، فيما بذلت لويفيل البالغ عدد سكانها 600 ألف نسمة جهودًا مكثفة لتكون على مستوى الحدث. فكلاي الذي شب في مدينة منع على السود ارتياد أماكنها العامة في خضم فترة التفرقة العنصرية، يعود إلى لويفيل الجمعة إمبراطورا ويجول في شوارع أطلقت عليها أسماء مرتبطة بالهوية التي اختارها لنفسه بعد اعتناق الإسلام. في الساعة 09:00 (13:00 ت غ)، ينطلق موكب تشييع كلاي في مسيرة من 30 كلم، وسط حضور آلاف المجهولين على جانبي الطريق، الذين توافد بعضهم من أفريقيا أو آسيا. وتبدأ المراسم بصلاة الغائب عن روح بطل العالم ثلاث مرات في الملاكمة، الذي رحل عن 74 عامًا، ويفترض ان تستمر ثلاثين دقيقة وقوفًا للمسلمين، بينما طلب من الحضور من غير المسلمين الصلاة، كل بحسب تقاليده.
موكب تشييع حاشد ينقل الجثمان على متن عربة في مسيرة طويلة لثلاثين كيلومترًا، تمر امام معالم كانت رمزًا في حياة "رياضي القرن العشرين"، وهي منزل طفولته والمتحف الذي يحمل اسمه ومركز الإرث الإفريقي الأمريكي الذي يصف حياة السود في كنتاكي وحتى جادة محمد علي. وبعدها تتوجه مسيرة تشييع البطل الرياضي، الذي تجاوز حدود الملاكمة بفضل نضاله من اجل الحقوق المدنية، الى المدفن حيث سيوارى الثرى أمام أولاده ومقربين فقط، بينما سيحمل النعش الممثل ويل سميث وبطل العالم السابق في الملاكمة لينوكس لويس وستة أشخاص آخرين. وكان سميث أدى دور محمد علي في فيلم "علي" من إخراج مايكل مان في العام 2001، وتم ترشيحه فيه إلى اوسكار افضل ممثل. وتعهد "محسن كريم"، لم يكشف عن هويته، بتغطية المسار الأخير إلى المقبرة ببتلات الورد الأحمر. وستختتم المراسم بتأبين يشارك فيه رؤساء دول ومسؤولون وشخصيات في قاعة الرياضات المتعددة في لويفيل. كما أعلن الرئيس التركي رجب طيب اردوغان مشاركته في المراسم. وسيشارك الرئيس الاسبق بيل كلينتون والممثل الكوميدي بيلي كريستال في التأبين. ويتولى جهاز الأمن السري المكلف حماية الشخصيات، مهمة امن المراسم. ونفدت 15 ألف بطاقة وزعت مجانًا الأربعاء لحضور المراسم في غضون نصف ساعة. الا أن سوقًا سوداء انطلقت سريعًا على الانترنت، لان الطلب اكبر بكثير من العرض. قال سائق الأجرة المحلي فريد ديلون لوكالة فرانس برس، "بطلي كان سجين جسمه"، في إشارة إلى داء الباركنسون الذي تحكم بمحمد علي كلاي طوال ثلاثة عقود، خاتمًا بالقول "الآن بات بإمكانه التحليق كالفراشة فعلاً".