خص الدكتور والخبير العالمي في تنمية وإدارة الموارد البشرية جمال الملا، الشروق بزيارة أشرف فيها على تلقين صحفيي الجريدة مبادئ القراءة السريعة التي استنتج بعد دراسات معمقة أنها الأصوب في تحقيق الاستيعاب الصحيح وتنمية الذكاء البشري. * قال ضيف الشروق الحاصل على دكتوراه في تنمية وإدارة الموارد البشرية من جامعة جوردان الأمريكية، إن القراءة السريعة تكسبنا مهارات عديدة في حياتنا العلمية والعملية وتجعلنا أكثر كفاءة في إنجاز أعمالنا وقراراتنا تصبح أكثر فاعلية، "فالإنسان كلما زاد في سرعة قراءته كلما اتسعت طاقة استيعابه". وتوقف الخبير عند إشكالية انصراف العرب عن القراءة في الوقت الذي تعرف فيه هذه المهارة انتعاشا كبيرا بين البلدان الغربية "نحن كدول عربية لا نقرأ مثلما يحدث بالدول الغربية.. هم يقبلون على القراءة في كل مكان، فيما هجرنا القراءة فهجرنا الترجمة فهجرنا النشر فهجرنا العلم. واقتناء الكتاب بالنسبة لنا لا يعدو ان يكون هواية او ديكورا لتزيين المكتبات". وتوقف الدكتور عند إسرائيل التي أكد أن مجموع الكتب التي تباع فيها سنويا يصل الى 36 مليون كتاب، في الوقت الذي يتوجه فيه اهتمام العرب الى الكتب التي تتناول الطبخ والشعوذة، مبتعدين عن تلك التي تحقق تنمية ذهنية، مشيرا الى انه من المؤسف ان تكون إصدارات 22 دولة عربية أقل من إصدارات دار نشر واحدة في الدانمارك أو فرنسا مثلا. * وأرجع عضو جامعة "ماستتري اينيفارسيتي" لأنطوني روبنز إشكالية انصراف العرب عن القراءة، إلى أخطاء تعليمية يظل الدارس يدور في فلكها حتى مرحلة تخرجه من الجامعة ودخوله الحياة المهنية بمعزل عن "القراءة التصويرية" التي لم يتعلم عبر أطوار الدراسة كيف يستوعب مفاهيمها، معتبرا أنها تبدأ مع الطفل قبل دخوله المدرسة من خلال تساؤله الأول عن مسميات الأشياء، ومن ثمة دخوله مرحلة جديدة من المفترض أنها أساسية لاستمالته نحو القراءة. لكن الخبير الذي يعد أول مدرب مرخص معتمد في القراءة التصويرية، يقول إن مشوار تعلم القراءة بالنسبة للطفل يبدأ بأسلوب ممل جدا، حيث يتعلم وفق مهارة بطيئة بمعدل كلمة، كلمة.. ثم سطر، لينتقل ببطء إلى مرحلة المتوسط، وهكذا إلى المرحلة الجامعية بالأسلوب نفسه، دون تطوير قدراته الفكرية أو تقوية استيعابه لما يقرأ أو حتى ما يشاهد.