أكد نهاية الأسبوع المنصرم، باحثون وأساتذة بقسم العلوم السياسية في جامعة باجي مختار بعنابة، أن العولمة كمفهوم سياسي وسوسيو ثقافي قد فرض عدة تحديات على الدول بمختلف توجهاتها الأيديولوجية مما انعكس على التنظيمات والمؤسسات السياسية والإدارية من خلال مكونها الأساسي وهو الموارد البشرية. شدد الدكتور منصوري فؤاد، رئيس هيئة تنظيم الندوة الدراسية، على أن ''تسيير الموارد البشرية قد مر بعدة تصورات نظرية وتجارب ميدانية خلال حقب متعاقبة ابتداء من التايلورية إلى غاية العصر الحديث''. وقد استعرض المشاركون في الندوة التي التأمت فعالياتها بقاعة المحاضرات الكبرى، جوانب مختلفة حول التحديات المفروضة من العولمة، من جهة، والرهانات المرتبطة بتسيير الموارد البشرية في شق آخر، متناولين على سبيل المثال مواضيع التسيير الاستراتيجي للموارد البشرية، المؤسسة المواطنة، تحديات العولمة على التنظيمات المختلفة والمقاربات الحديثة لتسيير الموارد البشرية. وكذا تسيير الأزمات وحل النزاعات المتعلقة بالموارد البشرية في ظل التحولات الراهنة إضافة إلى التسيير في ظل واقع متعدد الثقافات إضافة إلى رهانات تسيير الموارد البشرية. وأثناء تطرقهم إلى واقع تسيير الموارد البشرية في المؤسسة الجزائرية، فضّل بعض المتدخلين الإحاطة بالواقع الميداني من خلال عرض دراسات تطبيقية تبين تسيير الموارد البشرية في المؤسسة الجزائرية وأهم التحديات المفروضة عليها. وذهبت إحدى المداخلات إلى توجيه انتقادات حادة إلى الطريقة التي تدار بها الملف الذي يشهد تطورات هائلة في الدول المتقدمة في حين لا تزال الفوضى وغياب آليات عصرية تساهم في تأخر النهوض بالعنصر البشري في المؤسسة رغم أهميته البالغة. وبرأي الأستاذ قريقة عبد السلام فإن ''الإدارة الحديثة تنطلق في اهتمامها بالتنمية البشرية من اعتقاد علمي سليم أن الإنسان لديه طاقات وقدرات ذهنية تفوق كثيرا ما يتم استغلاله أو الاستفادة به في مواقع العمل المختلفة، وأن الاستفادة القصوى من تلك القوة الذهنية هي المصدر الحقيقي لتميز الإدارات وقدرتها على تحقيق إنجازات باهرة غير تقليدية ولذلك نجد أن المحور الأساسية في فكر الإدارة الجديدة هو إعطاء الفرصة للموارد البشرية والاهتمام بها حتى تتمكن من تحويل مفهوم إدارة الأفراد إلى مفهوم إدارة الموارد البشرية الاستراتيجية من جعل هذه الموارد تمتاز باستراتيجية فعالة على مستوى الإدارات''.