رفضت مصالح وزارة الداخلية المكلفة بجوازات سفر الحج أمس استلام أي جواز جديد، بحجة انتهاء آجل التأشير لدى السفارة السعودية، ليصدم المواطنون القادمون من مختلف الولايات بقطع أملهم في أداء مناسك الحج هذه السنة رغم تحصلهم في آخر لحظة على جواز سفر يدخل ضمن حصة الجزائر من الحجاج. لم يترك المواطنون الذين قدموا أمس للجزائر العاصمة من مختلف الولايات، ما يقولون في حق وزارة الداخلية بعد رفضها أمس استلام جوازات سفر الحج التي قدموا بها، بعد ما أنهوا الإجراءات الإدارية ودفعوا مبلغ 16 مليون سنتيم لدى بنك الجزائر، ليقابلوا برفض وتعسف من قبل موظفي الداخلية في مصلحة جوازات سفر الحج بالقرب من قاعة ابن خلدون بشارع الدكتور سعدان، الذين أبلغوا هؤلاء بانتهاء آجال التأشير ومن ثم فوات الأوان. مواطن كهل من ولاية سكيكدة، أكد أنه لن يستسلم ولن يرجع إلى سكيكدة ولو كلفه الأمر البقاء في الجزائر العاصمة وتحمل كل المصاريف إلى غاية الحصول على الحق في زيارة بيت الله الحرام، بينما اشتكى مواطن آخر من الوادي من تلاعب مصالح الداخلية بهؤلاء الذين حصلوا على جوازات الحج متأخرين وليس عن طريق القرعة، حيث كلفوا بتحمل عناء إتمام كل الإجراءات لوحدهم، رغم أن جوازاتهم تدخل ضمن حصة الجزائر المقدرة هذه السنة ب35900 حاج. وللعلم فإن المتأخرين تحصلوا كلهم على جوازات سفر حاج بطرق مختلفة، وليس عن طريق القرعة، وهذه الجوازات هي التي يكثر عنها الحديث في كل موسم وهي حصة بعض الإدارات توزع عن طريق المجاملة أو "المحسوبية" ومنها حتى الجواز الذي اشتراه صاحبه بأموال طائلة، حسب بعض الشهادات، يقوم صاحب الجواز بملئه لدى مصالح الولاية التي ترجعه اليه ثانية ليقوم هو بنفسه بإيداعه لدى مصلحة الحج بوزارة الداخلية، بعدما يكون مسبقا قد دفع مبلغ 16 مليون سنتيم لدى بنك الجزائر، وبعدها ينتظر المهلة التي تحددها الداخلية لاسترجاع جوازه وعليه التأشيرة، ثم استكمال باقي الإجراءات الخاصة بالحج، مثل سوار الحاج وبطاقته، وهي أمور تقوم بها اللجنة الوطنية للحج والعمرة بدلا من الحاج عندما يتعلق الأمر بالحجاج الفائزين في القرعة. وبحسب ما أكده السفير السعودي ل"الشروق اليومي" منذ أيام قليلة فإن عملية التأشير على جوازات الحج للجزائريين انتهت في معظمها ولم يبق منها إلا 600 جواز متأخر من حصة الجزائر المقدرة في الإجمالي ب 35900 جواز، لكنه أكد أن الجوازات المتأخرة تجمع لتختار الداخلية يوما تحضرها للسفارة التي تقوم بالتأشير عليها في اليوم نفسه. ويشير إعلان منشور بمصلحة جوازات الحج بوزارة الداخلية أن التأشير للحج هذا الموسم يكون من 23 أكتوبر إلى 10 نوفمبر، وسبق للسفارة السعودية أن أطلعتنا على برنامج منح التأشيرات للحجاج المسطر مع الداخلية الجزائرية. أما بعيدا عن الأمور الإدارية، لا يمكن تصور تعب وخيبة أمل المواطنين الذين ردوا أمس بجوازاتهم بعد ما تكبدوا عناء التنقل إلى العاصمة، وقد رأينا من قدموا من بسكرة، عنابة، الوادي، سكيكدة، الأبيض سيدي الشيخ، تبسة، وهران، غليزان، غرداية، الأغواط، وكلهم أمل في إنهاء الإجراءات لأداء مناسك الحج، لكن مثلما قال أحدهم "وزارة الداخلية لا يهمها إلا الانتخابات، أما مشاكل الحجاج فتأتي من بعد". كما تساءل آخر عن جدوى قبول الجوازات على مستوى الولايات إذا كان وقت استلامها متأخرا، مؤكدا أن استرجاع الأموال المدفوعة لبنك الجزائر لن يكون قبل أشهر، لتضاف تلك المتاعب لخيبة أمل لا يقدر حجمها إلا بحجم فرحة الحاج الذي استخرج جوازه أمام الآخرين. غنية قمراوي