أكد سفير المملكة العربية السعودية بالجزائر سامي عبد الله الصالح أن تأخر حصول الحجاج على جوازاتهم ليست مسؤولية السفارة، التي أنهت عملية التأشير على جوازات سفر الحجاج الجزائريين بنسبة 85 بالمائة قبل 15 نوفمبر الجاري، أي 9 أيام قبل انطلاق أول فوج من الحجاج باتجاه البقاع المقدسة، وكان يفترض أن تنتهي العملية قبل 12 نوفمبر، بحسب البرنامج المضبوط بين الطرفين الجزائري والسعودي، لكن الجهة الجزائرية هي التي تطلب التمديد. لا علاقة لسفارة المملكة العربية السعودية في تأخر حصول حجاج بعض الولايات على جوازات سفرهم، حسب ما أكده في لقاء خص به سفير المملكة بالجزائر "الشروق اليومي"، حيث أوضح أن مصالحه تجندت مباشرة بعد عيد الفطر بنسبة 90 بالمائة لخدمة الحجاج الجزائريين، وقد بدأت السفارة تؤشر على جوازات الحجاج ابتداء من 21 أكتوبر الفارط، حسب برنامج مضبوط ومحدد من قبل الوزارات المكلفة بالحج والسفارة السعودية، وقد تم استقبال جوازات حجاج 4 ولايات في اليوم الأول هي مستغانم، معسكر، الوادي وجيجل بنحو ألفي جواز سفر. ولمواجهة الطلب المتزايد على مصالح السفارة خلال فترات الحج والعمرة جهزت السلطات السعودية إمكانات معتبرة للعمل بنظام التأشير الإلكتروني، وبموجبه يتم التأشير على 35900 جوار هي حصة الجزائر لموسم الحج الجاري، حيث يمكن أن التأشير على 4 آلاف جواز سفر في اليوم، وأكد السفير أن "جميع الجوازات التي تودعها وزارة الداخلية لدى السفارة في الصباح يتم استلامها مع نهاية الظهيرة من قبل مندوبها لذلك"، مؤكدا انه لا يمكن بأي حال من الأحوال أن تبيت الجوازات لدى السفارة، وقد اعتمد البرنامج الخاص بالتأشير لموسم الحج الجاري، بناء على رغبات السلطات الجزائرية التي حددت مواعيد مغادرة الحجاج، وأخذ البعد الجغرافي للولايات بعين النظر، حيث كانت الولايات الأبعد عن العاصمة هي الأسبق، إضافة إلى برنامج الرحلات الجوية من مختلف المطارات. وتوجد كل البيانات والمعلومات الخاصة بالتأشير، مثلما أوضحه السفير، على موقع سفارة السعودية بالجزائر، بما فيها البرنامج المفصل للتأشير على جوازات الحجاج المسافرين مع البعثة والمسافرين مع الوكالات السياحية الخاصة بجوازات سفر دولية وعددها 16 وكالة تتكفل كل واحدة ب250 حاج، كذلك أعضاء البعثة الجزائرية وعددهم 800 عضو. لكن، ورغم أن البرنامج لا يطبق بحذافيره، مثلما اتفق عليه بين الطرفين، إلا أن السفير سامي عبد الله الصالح يقول "إننا نتشرف بخدمة حجاج بيت الله، لأنه نداء من الله ونستطيع التكفل بالتأشير على الكافي من الجوازات يوميا"، وذلك أبسط - حسبه - من عمرة شهر رمضان التي وصلت هذه السنة 110 تأشيرة، وأشاد بالمناسبة بالتواصل الدائم مع السلطات الجزائرية في شكل خط دائم من التعاون لتذليل كل الصعاب، مؤكدا أن التشاور المتواصل يمكّن في كل موسم "من تفادي أخطاء الموسم الماضي"، وكشف بالمناسبة أن هذه السنة سوف يكون لقاء بعد انقضاء موسم الحج بين القطاعات المعنية بتنظيم الحج في الجزائر والسفارة السعودية لتقييم الإيجابيات والسلبيات لموسم الحاج الحالي. من جهة أخرى، أكد سفير المملكة السعودية أن بلاده تطبق على مواطنيها والمقيمين على أرضها منذ قرابة 10 سنوات، نظام الحج مرة واحدة كل 5 سنوات، لمواجهة الاكتظاظ ومنح الفرصة للجميع في أداء مناسك الحج ولو مرة في العمر، وبسبب أن عبادة الحج تختلف عن العمرة في كونها محددة في الزمان والمكان أين يتوجب على الحجاج أداء نفس المناسك في نفس الأماكن والأيام، تمنى السفير أن تجد بلاده التفهم من قبل البلدان الإسلامية لتنظيم تكرار الحج ومنح الفرصة للجميع، خاصة وأن حصة كل بلد إسلامي تتغير بتغير عدد سكانه. غنية قمراوي