بعد العائدين من افغانستان..العائدون من العراق؟ اعتبر الاتحاد الأوروبي أن العناصر الجهادية التي حاربت في العراق تعد النواة الأساسية التي يعتمد عليها "تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي" لتجنيد المقاتلين الشباب في الجزائر وتحويلهم إلى انتحاريين. وقال منسق الاتحاد الأوروبي لمكافحة الإرهاب جيل كيرشوف أول أمس أنه بفضل خبرة العناصر التي قاتلت في العراق تمكن تنظيم عبد المالك درودكال المكنى أبو مصعب عبد الودود من تطوير أساليب عملياته ونشاطه وكذا اكتساب تقنيات التحسس والتجسس والاتصال فضلا عن تطوير تقنيات صنع القنابل وجمع الأسلحة. وقد اكتسبت القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي هذه التقنيات بفضل العناصر التي قاتلت في العراق، حيث تفيد تقارير رسمية أن القوات الأمريكية تطارد 64 جزائريا. وأوضح السيد كيرشوف في مداخلة أمام نواب البرلمان الأوروبي بأن التحولات التي تعرفها القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي منذ الأشهر الماضية تشكل في حد ذاتها خطرا على الحدود الأوروبية أكثر من أي وقت مضى. وأشار المسؤول الأوروبي أن "هذه المخاطر ازدادت بعودة العناصر الجهادية من أفغانستان والعراق الذين اكتسبوا خبرة قتالية عالية، أصبح ينظر إليهم كأبطال ومصدر لتجنيد المقاتلين لاسيما الانتحاريين في الجزائر". ويخشى الاتحاد الاوروبي انتشار تهديد تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي إلى سائر دول شمال إفريقيا وبعدها إلى أوروبا، حيث أضاف نفس المسؤول استنادا إلى ما وصفه بتقارير استخباراتية أن تنظيم درودكال قد امتدت فروعه من الجزائر إلى الدول المجاورة منها موريتانيا والمغرب و تونس في الوقت الذي تحاول فيه اختراق دول غرب أوروبا. وقال كيرشوف أن تنظيم القاعدة بدأ منذ خريف 2007 في تعزيز تواجده في دول شمال إفريقيا، مستدلا في ذلك بعملية الاختطاف التي استهدفت شهر فبراير الماضي بتونس الرعيتين النمساويتين ولفاغانغ ايبنر واندرياس كوبلير وكذا الهجمات ضد الأجانب في موريتانيا فضلا عن العمليات والنشاطات التي تقوم بها مجموعات وخلايا القاعدة في الجزائر والمغرب. في ذات السياق، اعتبر كيرشوف أن شبكة القاعدة بقيادة أسامة بن لادن لازالت تسيطر على الإرهاب الدولي وتؤكد على نواياها بضرب المصالح الأوروبية، ومعلوم أن نشاطها إلى حد الآن كان منحصرا على أفغانستان وباكستان. لكن - كما قال - اتضح تزايد مخاطر تنظيم موازي للقاعدة الأم الذي بدأ يتطور في شمال إفريقيا وأصبح ينفرد بقرارته ويستقل بنشاطاته لاسيما بانضمام تحت لواء قيادة درودكال العناصر السلفية التابعة لجماعة حماة الدعوة السلفية في الجزائر والجماعة الليبية المقاتلة فضلا عن خلايا تونسية.