أكد لويس كابريولي، مستشار رئيس شركة الاستشارة وتسيير مخاطر المؤسسات، والمسؤول السابق لمكافحة الإرهاب في مديرية حماية الإقليم الفرنسية «الدي أس تي» أن فعالية المكافحة العسكرية والاستخباراتية الإرهاب، فضلا عن الإجراءات ذات الطابع السياسي قد خنقت بشكل متدرج الإرهاب في الجزائر، وأوضح من جهة أخرى أن تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي يعرف تراجعا متزايدا في الميدان ويخسر أطره بشكل متواصل، مضيفا بأن هذا التنظيم الإرهابي فشل في توحيد التنظيمات "الجهادية" في منطقة المغرب والساحل الإفريقي ووضعها تحت عباءته. قال لويس كابريولي، في حوار للأسبوعية الدولية الناطقة بالفرنسية «جون أفريك» عدد من 13 إلى 19 سبتمبر الجاري، أن تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي في تراجع منذ 11 أفريل 2007 وأوت 2008، فتصعيد عملياته كان كبير جدا من خلال الهجمات الانتحارية التي استهدفت رموز الدولة واستهدفت قوات الأمن ومؤسسات دولية، لكن منذ ذلك الحين، يضيف مستشار رئيس شركة الاستشارة وتسيير مخاطر المؤسسات، ونحن نلاحظ تحول كلي في الوضع، بحيث يتم تحييد الزمر الإرهابية العملياتية في الجبال، ويتم تفكيك خلايا الإسناد، والقضاء على أمراء مهمين أو توقيفهم أو يسلمون أنفسهم للسلطات. وحسب لويس كابريولي فإن هدف درودكال الأساسي قائم على فكرة توسيع "الجهاد" إلى بلدان المغرب ومنطقة الساحل الإفريقي، والخلفيات الحقيقية لانضمامه إلى تنظيم بن لادن هي أن تتحول القاعدة ببلاد المغرب إلى جامعة وموحدة لحركات «السلفية الجهادية» في هذه المنطقة، وبعد عامين ونصف من ميلاد تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي، أي في فيفري 2007 لم يتم التوصل إلى تحقيق هذا الهدف، فالتنظيمات الإرهابية سواء في ليبيا أو المغرب أو تونس لم تلتحق بدرودكال، ومن انضم أليه من هذه البلدان كان انضمامهم بشكل فردي فقط. ولاحظ الخبير السابق في مكافحة الإرهاب في جهاز المخابرات الفرنسية « الدي أس تي » تنظيم القاعدة ببلاد المغرب يعاني من التفتت بفعل فقدانه لأطره واستراتجييه ، وشبكات الإسناد اللوجستي التي يعتمد عليها يتم تفكيكها بشكل متواصل، وزيادة عن ذلك فإن الإستراتيجية التي يتبناها فيما يتصل بالتجنيد تتعرض إلى الانهيار، فأكثر من 17 سنة مما تسميه هذه الحركة "جهادا" وصل إلى مأزق، وهو ما يفسر العدد القليل جدا من الملتحقين الجدد بمعاقل الإرهاب. ويرى كابريولي أن فعالية مواجهة الإرهاب سواء على الصعيد العسكري والاستعلاماتي أو على صعيد الإجراءات السياسية قد خنقت النشاط الإرهابي في الجزائر بشكل متدرج، فالمعاقل الإرهابية التي لا تزال موجودة هي محصورة في شرق البلاد وفي الجنوب الشرقي للعاصمة أو في العاصمة التي تبقى الهدف المفضل للإرهابيين الذين يعجزون عن دخولها. وحتى يواصل نشاطه، يضيف مستشار رئيس شركة الاستشارة وتسيير مخاطر المؤسسات، فإن تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي بحاجة إلى السلاح والمال، ولهذا السبب نلاحظ بأن منطقة الساحل من موريتانيا إلى غاية التشاد تحولت إلى منطقة إستراتيجية بالنظر إلى أهميتها فيما يتعلق بالتهريب بمختلف أنواعه، وباختطاف السياح للحصول على الفدية، وشراء الأسلحة علما أن الجيش الجزائري كان قد قضى على العديد من قوافل السلاح وهو ما منع وصول المتفجرات إلى معاقل الإرهاب في شمال البلاد. واعتبر لويس كابريولي أن الجزائريين رفضوا الإرهاب وهم منشغلون أكثر بتحسين مستوى معيشتهم، فوهم "الدولة الإسلامية" سقط حسب نفس المتحدث، والمستقبل، يضيف قائلا ليس "للجهاد". وردا على سؤال هل المغرب وتونس هما فعلا محميان من الإرهاب، قال كابريولي انه منذ هجمات الدر البيضاء في ماي 2003، فإن المغرب واجه محاولات تنفيذ هجمات فشلت بفضل العمل الاستعلاماتي، وأحيانا داخل المدن كما حصل في مارس 2007 بالنظر إلى نقص التجربة لدى التنظيمات الإرهابية المغربية وغياب الزعامة لتأطير هذه الشبكات، وعليه فإن الخطر حتى وإن لم يزول نهائيا إلا أنه تضاءل وبشكل كبير، وأما في تونس يواصل كابريولي، فإن «الحركة الجهادية» لم تنجح في تثبيت نفسها، والعمليات التي تم تنفيذها في جربة في 11 أفريل 2002، والمحاولات التي شهدتها تونس في نهاية 2006 وبداية 2007 كانت من فعل إرهابيين وافدين من الخارج، مستطردا في نفس السياق أنه قد التحق عدد ضئيل جدا من الإرهابيين المغاربة والتونسيين بتنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي من أجل التوجه إلى العراق أو التدريب، لكن هذا التنظيم الإرهابي غير مرتبط على مستوى القيادة بباقي الحركات الجهادية في منطقتي المغرب العربي والساحل الإفريقي.