تهريب المعادن متواصل بالجزائر كشفت مصادر مطلعة ل "الشروق" بأن هناك رجال أعمال جزائريين وأجانب تمكنوا على فترات عديدة وبأسماء مستعارة وأحيانا بهويات وهمية من تهريب كميات لمعادن نفيسة وأخرى محظورة في طرود بريدية مؤشرة بشهادات مزورة تتضمن عينات عن حديد ونحاس وألمنيوم ترسل كعينات عن الكميات المعدة للتصدير لاحقا. * أكدت مصادر "الشروق" أن الهويات منها التي تمت بأسماء مستعارة وأخرى بهويات وهمية لا وجود لها في الواقع، وإن كان عدد العمليات التي تمت غير معلوم بدقة لدى المحققين فإن الأكيد حسب نفس المصادر هو أنها تمت على مدار الأربع سنوات الماضية. * * * الألماس، الذهب، البلاتين والبلاديوم الأكثر تهريبا والأكثر طلبا * ويستخرج هؤلاء المهربون معادن الذهب والبلاديوم والبلاتين والألماس من بقايا الخردة لموزعات الهاتف والمركزيات الهاتفية المنتهية الصلاحية وأجهزة الكمبيوتر التالفة وحتى الهواتف النقالة والمعدات الطبية العالية الدقة والتكنولوجية، خاصة منها أجهزة الكشف عن طريق الأشعة والتصوير الصوتي وأجهزة السكانير الفاسدة والتي عادة ما تعرض للبيع في المزادات العلنية على شكل خردة. * وإن كان استخراج تلك المعادن يتطلب إمكانات عالية للتمكن من استخراج اكبر كمية، لكن المهربين لهذه المعادن الثمينة وبعضها المحظور كان يتم في ورشات سرية بولايات في الوسط وشرق البلاد، وكانت اكبر الكميات المستخرجة من مجموع المعادن التي يمكن الحصول عليها الذهب بدرجة أولى ويليه الألماس وبدرجات اقل البلاتين والبلاديو . * واكتسب هؤلاء المهربون تقنيات استخراج المعادن برأي ذات الجهات من أجانب خبيرين بما تحويه التجهيزات المذكورة آنفا والتي يدخل في تركيبة بعض أجزائها تلك المعادن بشكل كبير، خاصة المركزيات الهاتفية وموزعات الهاتف وأجهزة الكمبيوتر التالفة، والمعروضة عموما للبيع في المزادات العلنية التي تنظمها الشركات العمومية والخاصة في كل ولايات الوطن. * وأهم الدول التي كانت تصلها طرود تحمل كميات من تلك المعادن المستخرجة هي فرنسا وايطاليا وبالأخص بلجيكا، وكان الايطاليون حسب نفس المصادر أول من اقتحم التجربة في بداياتها قبل أن يصبح أحد رجال الأعمال البلجيكيين الزبون الأول لمهربي هذه المواد ليس من الجزائر فقط، بل ومن عدة دول تعتبر مخزونا للنفايات المعدنية وبالأخص النحاسية في الشرق الأوسط. وكانت الأردن وسوريا ولبنان بتلك المنطقة أكبر الدول التي تعرف تهريبا لهذه المعادن وبعض دول المغرب العربي في مقدمتها الجزائر. * وكانت جهات أمنية مختصة قد فتحت تحقيقات معمقة في هذا الملف منذ أكثر من سنة بناء على معطيات تملكها بخصوص الناشطين في هذا المجال وطرق عملهم، ولاتزال التحقيقات متواصلة، لكن الهويات الوهمية والعناوين الخاطئة كلها حالت دون الإيقاع بهؤلاء المهربين متلبسين، ولعل تحركات مصالح الأمن دفعت بالمتورطين للتضليل من خلال تغيير طرقهم وتحركاتهم.