علمت الشروق من مصادر مطلعة أن تحقيقا أمنيا يجري في سرية تامة حول عملية تهريب ما يقارب 50 مليون أورو أدخلها أجانب قدموا من بعض دول الأناضول رجح المحققون أنهم ليسوا سوى أسماء مستعارة لكبار تجار الأسلحة والمخدرات في المنطقة الأسيوية قاموا بتهريب تلك الأموال في تابوت ميت جزائري مغترب في هولندا نقل جثمانه قبل ثلاثة أشهر بتكفل تام من طرف أتباعهم من الأثرياء في هولنداوالجزائر حيث لا يزال البحث عنهم جاريا لأنهم هم من تكفلوا بنقل الجثة وبكل الإجراءات مكان عائلته الفقيرة * أوضحت مصادر "الشروق" أن فضح مؤامرة رجال الأعمال تلك كان بعد تسلم أهل الميت الجزائري من ولاية وهران جثة ولدها المتوفى في هولندا منذ حوالي ثلاثة أشهر، ولاحظت عليها آثار خياطة على مستوى البطن حيث حينها استفسر أهل الميت لدى الوسيط الذي عرفهم على أثرياء أجانب من بعض دول الاناضول، اذ انقطعت أخبار ذلك الوسيط حديث العلاقة بالعائلة والذي عرض عليها الخدمة دون سابق معرفة. * اندهشت العائلة التي لم تجد جوابا مقنعا لما حدث و اتصلت بمصالح الأمن المختصة على اعتبار أن في القضية أجانب لإبلاغها بالواقعة، واتضح بعدها انه تم إفراغ الجثة من الأحشاء، ومن المحتمل أن تكون قد استعملت لتهريب شيء محظور ولم تتوصل التحقيقات بعد إلى معرفة الهوية الحقيقية لمن تكفلوا مباشرة بإجراءات نقل الجثة من هولندا إلى الجزائر بعد اختفاء الوسيط "اللغز". * موازاة مع ذلك تلقت مصالح الأمن المختصة في العاصمة بلاغا من رجل أعمال مشرقي متخصص في تصدير النفايات الحديدية وغير الحديدية، هذا الأخير أبلغ مصالح الأمن بأنه تلقى عرضا غريبا ومغريا في نفس الوقت من طرف رجال أعمال معظمهم أتراك، حيث عرضوا عليه اقتناء كل كميات النفايات الحديدية والنحاسية المتوفرة لديه والمعدة للتصدير لشرائها بضعف أسعارها المتداولة في السوق الجزائرية. * وكان المصدر المشرقي قبل إبلاغ مصالح الأمن في العاصمة قد قام ببعض التحريات مع زملائه المستثمرين الأجانب في الجزائر منهم مشارقة وأتراك بصفة خاصة للاستعلام ما أمكن عنهم لغرابة عرضهم، وتوصل إلى رجال الأعمال الذين هرّبوا قبل ثلاثة أشهر ما يقارب 50 مليون أورو إلى الجزائر في جثة ميت جزائري توفي في هولندا، ويحاول رجال الأعمال القادمين من الأناضول تبييضها في الجزائر تحت غطاء الاستثمار في الجزائر في مجالي تصدير النفايات الحديدية وغير الحديدية ومجال استيراد الأقمشة و"التكستيل". * انكشفت هنالك الصلة بين حادثة ما تعرضت له جثة المغترب ومجموعة المستثمرين تلك، لكن ما حال دون توقيفهم حسب نفس المصادر هو انعدام أدلة قاطعة عن الصلة المباشرة لهؤلاء المستثمرين في قضية التشويه الذي تعرضت له جثة الميت الجزائري المغترب في هولندا ولا تزال التحقيقات في هذا الاتجاه مستمرة تؤكد مصادر "الشروق". * وتلقى المصدر اللبناني الذي تحرى عن هوية الهؤلاء المستثمرين تحذيرات من طرف زملائه وأبناء جلدته من التعامل معهم لأنه يمكنهم الوقوع في قبضة الأمن بين اليوم والآخر، ولم ينتظر المصدر اللبناني كثيرا لبلاغ مصالح الأمن المختصة التي شرعت إثر ذلك في تحريات معمقة مثلما سبق ذكره. * وتم التوصل حسب نفس المصادر أن هؤلاء المستثمرين لا تتواجد أسماؤهم ضمن بطاقية المبحوث عنهم أو المتورطين في المتاجرة وبالأسلحة والمخدرات مما رجح فرضية أنهم أسماء مستعارة لرؤوس مافيا الأناضول المعروفة بالمتاجرة بالأسلحة والمخدرات ويتقنون أساليب تهريب أموالهم وتبييضها في عديد من الدول النامية. * ومن بين ما تم التوصل إليه على هامش التحقيقات أن هناك مؤسسات مصرفية محدودة الشهرة عالميا لها فروع في الجزائر سمحت لعشرات المستثمرين الأجانب بالنشاط في تهريب وتبييض الأموال، حيث سهلت تلك البنوك على مدار الأشهر الأخيرة توطين مئات فواتير الاستيراد والتصدير الوهمية. * وتم معاقبة أحد تلك البنوك التي رفضت مصادرنا الكشف عن اسمه قبل أسبوعين بما لا يقل عن مائتي مليار دينار جزائري، جعل مصيره الغلق الذي سيعلن عنه قريبا وهذا بسبب تحويلات بنكية مشبوهة.