أكد المشاركون في الملتقى الدولي لكلية العلوم الإسلامية على الأهمية القصوى التي يكتسيها الأمن في تحقيق التوازن في بناء حياة الفرد والمجتمع، باعتباره فريضة شرعية وواجبا إنسانيا جعله الإسلام مقصدا يمكن الإنسان من أداء واجبه الذي خلق من أجله. ناقش المشاركون في الملتقى الدولي العاشر لكلية العلوم الإسلامية بجامعة الجزائر، الذي ينعقد بفندق "ميركير" تحت عنوان "الأمن في الشريعة الإسلامية في ظل المتغيرات الدولية الجديدة" مفهوم الأمن في المنظور الإسلامي، فبدأ معظم المتدخلين بالاتفاق حول كون الأمن هو الطمأنينة والهدوء الذي لا يستقر معه الخوف ويكون في صفاته العديدة، نفسيا، سياسيا، اجتماعيا واقتصاديا.وبضرورة توفر جملة من الأسباب للحديث عن الأمن، قال د/عبد المجيد النجار الأمين العام المساعد للمجلس الأوربي للإفتاء والبحوث إنه لا يمكن أن تستقر الطمأنينة التي تزيل الخوف، إلا باستجماع جملة من أسباب الاطمئنان تبدأ من اطمئنان الإنسان على ذات نفسه من أن يصيبها سوء مادي أو معنوي، ثم اطمئنانه على أهله وأقاربه، ثم محيطه الاجتماعي، فالاطمأنان على مكتسباته وأمواله.وخلافا لما أصبح متداولا الآن من تعريف عام، بأن الأمن يتعلق بالحرب والسلم والسلاح فقط، فإن المعنى المقصود في الشريعة الإسلامية هو أمن بكل المقاييس، حيث بادر الدكتور بوزيدي رئيس المجلس العلمي للكلية بافتتاح الملتقى بسورة قريش التي يقول فيها عز وجلّ "فليعبدوا رب هذا البيت الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف" وفيها المعنى العظيم الذي يجمع بين الأمن من الخوف والحرب وأمن البطون وهو ما يصطلح عليه اليوم بالأمن الغذائي وكل منهما يلازم الآخر.وفي الموضوع اعتبر عميد كلية العلوم الإسلامية د/ عمار مساعدي أن فقدان الثقة بين الحاكم والمحكوم أفرز الإرهاب في السنوات الماضية، حيث استغل "أئمة الكفر حماس الشباب وحرضوهم على الانتحار وقتل الأبرياء".من جهته، نبه الدكتور محمد عيسى مدير التوجيه الديني والتعليم القرآني بوزارة الشؤون الدينية والأوقاف إلى أن الأمن الغذائي أصبح ضرورة أهم من أنواع الأمن الأخرى، بسبب تبعية المسلمين لغيرهم في غذائهم، فعندما تجرأ الغرب على رسولنا الكريم بالرسوم المسيئة إلى شخصه المنزه، قال محمد عيسى، "قاطعنا أجبان الغرب ومشروباته الغازية، لكننا لم نقاطع قمحه ولا أرزه لحاجتنا إلى انتظار بواخره لترسو في موانئنا لتغذينا وتكسينا".