قررت وزارة الشؤون الدينية والأوقاف إنشاء مجلس للفتوى يجمع بين كل الكفاءات العلمية الوطنية التي تعني بالفتوى باعتبارها الجانب الحساس من حياة المواطن الجزائري، كما يعنى هذا المجلس بالإجتهاد الجماعي في النوازل، ويتعلق هذا الإجتهاد بالإفتاء حسب تبدل الأحوال وتغير الظروف، كون لكل عصر أدواته ووسائله، ولكل أهل زمان عاداتهم وأعرافهم الخاصة، إذ جاء بالنظر إلى تميز هذا العصر عن العصور السابقة بالتطور المادي الكبير الذي شمل كافة نواحي الحياة. وأشار المشاركون في الملتقى إلى أن انتشار الوسائل الحديثة ودورها في تيسير أمور الناس وقضاء احتياجاتهم، حيث يعتمدون عليها في أغلب شؤون حياتهم، ولم يعد بإمكان أحد الاستغناء عنها في هذا الزمن، أفرز جملة من النوازل والمسائل الجديدة التي تتطلب من علماء الشريعة بذل الجهد واستفراغ الوسع في استنباط أحكامها، على اعتبار أن النوازل الفقهية كانت قد حظيت باهتمام علماء العصر فانبروا للتنظير لها، وبيان المنهج الشرعي في استنباط أحكامها، وبذل الوسع في بيان حكم ما وقع منها، غير أن نوازل أخرى تتعلق بمسائل أصولية لم تحظ بما تستحقه من البحث والدراسة، مع كونها لا تقل أهمية عنها. في هذا الشأن، أوضح، عدة فلاحي، المستشار الإعلامي لدى وزير الشؤون الدينية والأوقاف، ل ''النهار'' أمس، أن انتهاء فعاليات الملتقى الدولي السادس حول المذهب المالكي الذي حمل عنوان ''فقه النوازل في الغرب الإسلامي''، ودارت أشغاله بولاية عين الدفلى بحضور مكثف للمشايخ والأئمة والعلماء، خرج بعدة توصيات ركزت في مجملها على ضرورة نشر الوعي الديني وتحيين الفقه مع مختلف النوازل التي يعرفها الوقت المعاصر، والإعتناء بالجانب التربوي في الإفتاء.وأوضح المستشار الإعلامي، أن المشاركين في الملتقى ركزوا على أهمية إبراز المناهج المعتمدة في الإفتاء في فقه النوازل عند فقهاء المالكية عبر العصور ومحاولة الاستفادة منها في دراسة القضايا المعاصرة، مع توجيه الباحثين إلى دراسة وتحقيق التراث الجزائري في فقه النوازل خصوصا والمغاربي عموما، مع دعوة المختصين في مختلف العلوم الإنسانية الاجتماع، القانون والسياسة للإهتمام بفقه النوازل وتعميق الدراسات حولها لما تحويه من كنوز معرفية متنوعة. ولم يغفل الأئمة والمشايخ المشاركون في الملتقى، أهمية تفعيل المجالس العلمية الولائية وتدعيمها بأساتذة متخصصين في العلوم الشرعية لمعالجة القضايا المعاصرة، مؤكدين على مواصلة طبع أعمال الملتقى والحرص على إخراج أشغاله كاملة في أقراص مضغوطة للاستفادة من التعقيبات والمناقشات.