عبد القهار بلحاج يتوسط الثلاثة اعترف متهمون موقوفون في قضية انتماء إلى جماعة إرهابية وتمويلها بأنهم تلقوا أوامر مباشرة من "درودكال" يدعوهم فيها لكسر الطوق الأمني المُحكم المفروض على العاصمة وتوفير مخابئ بها، ومعظم هؤلاء المتهمين سواء الموقوفين أو الفارين اقتنعوا بفكرة الانضمام للجماعات المسلحة حسب تصريحهم. * انطلاقا من فترة تواجدهم بالسجون أو عند استفادتهم من ميثاق المصالحة بعد تقربهم من بعض المسبوقين في الإرهاب، لدرجة أن بعضهم كان يتصل بالجماعات المسلحة من داخل السجن. * القضية التي ستعالجها محكمة جنايات العاصمة الأيام المقبلة والمذكور فيها نجل علي بلحاج مجددا، متورط فيها حوالي 26 متهما ينحدرون من عدة أحياء بالعاصمة وبومرداس، البويرة والبليدة، 17 منهم في حالة فرار، وتسعة يتواجدون رهن الحبس الاحتياطي، أبرزهم (ف،م) المكنى "عبد الرحمان العزيمة" الذي يعتبر مفتاح القضية، التي بدأ التحقيق فيها انطلاقا من تصريحاته اثر تسليم نفسه لمصالح الأمن في 2006، ومن أهم ما ذكره أنه التحق بالجماعات الإرهابية النشطة بمنطقة تيزي وزو بتشجيع من المسمى (خ.ن) الذي كان مسجونا رفقته، وأضاف بأن هذا الأخير كان في اتصال دائم مع السجن مع الجماعات الإرهابية، وأضاف المكنى العزيمة بأنه جند بعض الشباب لصالح الجماعات الإرهابية، حيث انطلق رفقتهم من محطة النقل بالحراش، متوجهين نحو مدينة دلس ببومرداس، ومنها نحو غابة أزفون، أين استقبلهم أمير سرية الفتح المتمركزة في منطقة تالة حجرة المدعو بوسيف، وهناك تم تسليحه. وأضاف العزيمة بأنه بعد 3 أشهر من التحاقه كُلف رفقة 15 إرهابيا بالسطو على حانة وقد غنموا منها 170 مليون سنتيم، بعدها تم نقله من طرف أمير كتيبة الأنصار إلى منطقة مفتاح لينشط ضمن سرية الشهداء وذلك بغرض ربط الاتصالات مع المساجين المفرج عنهم واختراق الطوق الأمني المضروب على العاصمة حسب تصريحه، وهناك اجتمعوا مع أمير كتيبة الأرقم. وأقر المتهم بأنه حاول تجنيد بعض الشباب، لكنهم رفضوا الأمر. * بعدها تم نقل "العزيمة" إلى مركز "سرية الشهداء" بمفتاح، حيث يتواجد المكنى "عبد الفتاح" مسؤول الاتصالات بالجماعات النشطة هناك. وحول أسباب تسليم نفسه لمصالح الأمن اعترف بأن الأمر عائد بدرجة أولى لصعوبة نقل النشاط المسلح إلى العاصمة، وذلك بعدما كلفه "درودكال" بربط شبكة الاتصال وجمع الأموال بالعاصمة وتوفير المخابئ بمفتاح، فادعى في البداية المرض، لكنه علم لاحقا بأن الجماعات الإرهابية قررت محاكمته لادعائه المرض، فهرب في اتجاه بيته العائلي حاملا سلاحا، ومن ثمة اتصلت خالته بالدرك الوطني أين سلم نفسه. ومما ورد في الملف أن متهما آخر في القضية (ك، م) والذي سلم بدوره نفسه لمصالح الأمن سابقا هربا من العمل المسلح وتمت إدانته من طرف محكمة جنايات العاصمة، صرح بأنه هو من جند "عبد القهار بلحاج" في "سرية بوغني"، فيما تراوحت تهم البقية بين تمويل الإرهاب وعدم التبليغ.