فتحت محكمة الجنايات بمجلس قضاء العاصمة ملف "ف. محمد" المكنى "عبد الرحمان العزيمة"، و25 متهما في نفس القضية، من بينهم عبد القهار بلحاج، نجل الرقم الثاني في "الفيس" المحل، المتابعون بجناية الانتماء إلى جماعة إرهابية مسلحة مع معرفة غرضها وأنشطتها وتمويل جماعة إرهابية مسلحة. حيث كشف المتهم الرئيسي في القضية عن محاولة الجماعات المسلحة بالمنطقة الثانية توسيع نشاطها، باستدراج المساجين المفرج عنهم المتابعين في قضايا إرهابية ومحاولة إعادة تجنيدهم من جديد ضمن صفوفها. وتمسك "ف.محمد" المكنى "عبد الرحمان العزيمة" بمعظم أقواله التي أدلى بها في كامل مراحل التحقيق في القضية. وأفاد أثناء جلسة المحاكمة بأنه التحق بصفوف الجماعة السلفية للدعوة والقتال في جوان 2005 بعد اللقاء الذي جمعه في السجن مع المدعو "خالد. ن" في 2003 الذي كان وقتها على اتصال بالجماعات المسلحة الناشطة بمنطقتي تيزي وزو وبومرداس. وأفاد المتهم بأنه بعد مرور ثلاثة أيام من اللقاء الذي جمعه بعد خروجه من السجن بعناصر الجماعات المسلحة، قرّر الالتحاق بصفوف هذه الأخيرة وقضى فيها مدة 14 شهرا كاملا، وذكر بأنه تنقل في البداية إلى منطقة دلس ببومرداس، برفقة أحد الإرهابيين، مضيفا في السياق ذاته بأنه ساعد في عدة أعمال إرهابية بأمر من رؤوس هذه الجماعات، من بينها السطو على إحدى الحانات بمنطقة أزفون والاستيلاء على 150 مليون سنتيم. وكشف المتهم بأنه تلقى التدريبات العسكرية ضمن صفوف سرية "تالة حجرة" لمدة 5 أشهر، ليتم نقله فيما بعد إلى منطقة مفتاح بالبليدة في صفوف سرية "الشهداء" بهدف ربط الاتصالات مع بعض المساجين المفرج عنهم ولاختراق الطوق الأمني المضروب على العاصمة وما جاورها. وصرح "ف. محمد"، المكنى "عبد الرحمان العزيمة"، بأنه ربط عدة اتصالات والتقى بمجموعة من الأشخاص بغرض تجنيدهم ضمن صفوف الجماعات المسلحة، غير أن هؤلاء رفضوا حسبه الفكرة. ويشير ملف "ف. محمد" و25 متهما معه، من ضمنهم عبد القهار بلحاج، نجل علي بلحاج، الرقم الثاني في "الفيس" المحل، إلا أن ذات المتهم تمكن من الفرار من معاقل الجماعات المسلحة، غير أنه التقى ببعض الإرهابيين بالبليدة، وحاول إقناعهم بأنه لا يمكنه معاودة الالتحاق بالجماعات المسلحة لكونه مريض، عارضا عليهم المساعدة من العاصمة، غير أنهم رفضوا الفكرة واقتادوه معهم إلى سرية "الشهداء" بمفتاح التي مكث بها 9 أيام ليقرر بعدها "ب. عبد المجيد" محاكمته، غير أن "ف.محمد" تمكن من الفرار وبحوزته سلاحا ناريا، متوجها إلى مكان إقامته، ليسلم نفسه بعد مرور عدة أيام لمصالح الدرك الوطني.