الحدود الجزائريةالتونسية يصنع "البيض" الذي فاق ثمنه لأول مرة 12دج في معظم الأسواق هذه الأيام الحدث الاقتصادي والاجتماعي الذي أنسى كثيرين أثمان كبش العيد، خاصة أن الفرد الجزائري هو في الأصل من أقل الشعوب تناولا للبيض رغم أن ثمنه تهاوى في سنوات سابقة وبلغ 6 دج للبيضة الواحدة، ورغم أن البيض هو الوحيد الذي يوفر البروتينات بعد أن أصبح تعاطي اللحوم بأنواعها ليس في متناول الجميع. * وقد عرفت أسواق تبسة والطارف وسوق اهراس وحتى عنابة في الأيام الماضية دخول نوع جديد من البيض اتضح أنه من السلع المهربة من تونس، حيث يتبادل المهربون البيض مقابل المازوت المهرّب أيضا إلى داخل الأراضي التونسية ويباع بثمن تنافسي وصل إلى 9 دج، ويتميز بحجمه الكبير وبياضه الذي يجعله شبيها بالبيض الشعبي المعروف محليا "بيض عربي" ومازاد في إقبال سكان الحدود الشرقية على البيض التونسي هو الجو البارد الذي يجعل من خطر تلف البيض الذي يتم تهريبه شبه معدوم، وكان البيض قد رافق الدجاج في بدايات 2004 في هبوط أسعاره بسبب أزمة الدجاج التي عرفها العالم وخاصة الصين التي تعتبر أكبر دول العالم إنتاجا وتصديرا واستهلاكا للبيض وهذا بسبب وباء أنفلونزا الطيور. وقد قفزت الجزائر في تعاطي لحوم الدجاج إلى مركز متقدم وهو 22 عالميا خلف الصين والولاياتالمتحدة وروسيا واليابان وفرنسا ولم تتفوق عليها في إفريقيا سوى نيجيريا ومن الدول العربية المملكة العربية السعودية، إذ بلغ استهلاك الدجاج في الجزائر في بدايات الألفية الجديدة أزيد عن 120 مليون طن سنويا وهو رقم مهم مع تخلفنا الكبير في استهلاك اللحوم الحمراء.. * ولكن البيض ظل رقما غائبا في الأطباق الجزائرية وعائلاتنا من القلائل في العالم التي تسقط البيض عن وجبات فطور الصباح رغم أن البيضة من أنضج الأغذية صحيا ببروتيناتها والاسيدات الأمينية مع شرط استهلاكه في الأيام الأولى وألا يبقى محفوظا في الثلاجة لمدة تفوق الأسبوعين، ومعلوم صحيا أن الطفل الذي تتراوح سنه مابين 3 و10 سنوات في حاجة إلى 10غرامات من البيض والذي يتراوح سنه مابين 10 و14 سنة في حاجة إلى 15غ من البيض والرجل العادي إلى 25غ وجسم الإنسان عموما يحتاج إلى 200 بيضة سنويا، وللأسف، فإن معدل استهلاك الجزائري لا يتعدى 100 بيضة سنويا، مضاف إليها فقره في تعاطي اللحوم الحمراء، مما يعني أن الجزائري منكوب بروتينيا. * وتعتبر الولاياتالمتحدة، رائدة في تصدير البيض، إذ قارب ما تصدره ملياري طن سنويا، رغم أن ما يصدره كل بلدان العالم، لا يزيد عن سبع مليارات طن، وتأتي هولندا في المركز الثاني عالميا بمليار ونصف مليار طن من البيض وهناك دول متوسطية صارت تنافس على المركز الأول ومنها تركيا المتواجدة في المرتبة الرابعة في إنتاج البيض ب10 ملايين طن، وكانت في بداية الثمانينيات تصدر البيض للجزائر رفقة رومانيا والمجر وبلغاريا.. * والملاحظ عالميا في إنتاج البيض أن معظم دول الشرقية تحتل الريادة باستثناء اليابان الذي تستورد البيض وتصدر الآلات الخاصة بإنتاجه، إضافة إلى المواد المغذية للدجاج، بينما لا تصدر الجزائر لا غذاء ولا بيض ولا آلات وهي الآن مرشحة إذا تواصل هذا الجنون الذي أصاب سعر البيضة، فرفعها بنسبة قاربت 100٪ لأن تصبح مستوردة أولى للبيض أو مستهلكة أخيرة للبيض.