الجزائري في المركز 21 عالميا في أكل الدجاج لم يسبق في تاريخ الجزائر وأن بلغ سعر الكيلوغرام الواحد من الدجاج ما بلغه في شهر أوت الحالي وهو ما دفع الكثير من أصحاب المطاعم إلى الاستغناء عن تقديمه للزبائن، لأنهم مجبرون على ضرب سعر الوجبة في اثنين، كما تم غلق الكثير من محلات الدجاج المحمّر التي دخلت في عطلة قبل الموعد، وحتى أهل "الشوارمة" تفادوا استعمال اللحوم البيضاء التي قارب سعرها اللحوم الحمراء طبعا سابقا، لأن اللحوم الحمراء تقرع هذه الأيام بلطف ولكن بكل تأكيد باب الألف دينار الذي ستبلغه دون شك مع هلال رمضان. * * وبعيدا عن الأسباب الاقتصادية والمناخية والبيروقراطية التي يتكئ عليها بارونات اللحوم الحمراء، فإن الدجاج الحالي لم يكن أبدا من تقاليد أكل الجزائري إلا في الثمانينيات من القرن الماضي، ولجأت الجزائر خاصة لاستيراد البيض في منتصف الثمانينيات من دول أوربا الشرقية مثل رومانيا والمجر، وهو ما فتح أمام الجزائري أبواب اللحوم الحمراء تزامنا مع استحالة نزول أسعارها وفي ظرف قصير، ولتعويض النقص الفادح في البروتينات أصبح الجزائريون من أكثر الشعوب تناولا للدجاج وبلغوا المركز21 عالميا باستهلاك يفوق 120 مليون طن، ولا تتفوق عليهم سوى نيجيريا في إفريقيا، حيث تستهلك 128 مليون طن، مع الإشارة أن عدد سكان نيجيريا يفوق 120 مليون نسمة حسب إحصاء 2008.. * كما لا تتفوق عليهم عربيا سوى المملكة السعودية التي تستهلك سنويا 130 مليون طن يذهب معظمها في بطون الملايين من الحجاج والمعتمرين.. وكان من المفروض تدعيم هذه المرتبة، خاصة أن كل السياسات فشلت في تخليص الجزائري من عقدة أسعار اللحم التي تعتبر الأعلى في العالم، وهو ما جعله أقل الشعوب أكلا للحوم الحمراء بكل أنواعها. ومازالت الصين في المركز الأول عالميا في استهلاك لحوم الدجاج برقم ثلاثة ملايير طن وستمائة مليون، وتأتي بعدها الولاياتالمتحدةالأمريكية بمليار طن و800 مليون، مع الإشارة أن الولاياتالمتحدة في المركز الأول في إنتاج واستهلاك وأيضا تصدير البيض رغم أن الفرد التايواني هو الأول في استهلاك البيض بحوالي 360 بيضة سنويا في الوقت الذي لا يزيد عدد البيضات التي يستهلكها الفرد الجزائري عن 100 بيضة، وتعتبر أندونيسيا الدولة الإسلامية الأولى في استهلاك اللحوم البيضاء، حيث جاوز رقم الاستهلاك خلال عام 2008 المليار طن مما جعلها تحتل المركز الثالث عالميا. * ونلاحظ أن كل الدول التي تتفوق على الجزائر في الاستهلاك الجماعي تفوقها بكثير في عدد السكان مثل الهند وروسيا واليابان وتركيا وإيران وفرنسا بمعنى أن الجزائري قد يكون أكثر الأفراد تناولا للدجاج في العالم.. ولكن هذه الرتبة صارت مهددة الآن بعد أن أصبح سعرها يقارب 400 دج للكيلوغرام ولم تعد في متناول الجميع.