وجهت قيادة الجيش الوطني الشعبي الأسبوع الماضي، تعليمة الى جميع أفرادها العاملين بالحدود لتكثيف الرقابة والجهود والتحلي باليقظة لإحباط أية محاولة تسلل لإرهابيين أجانب عبر الحدود وإفشال مخطط تهريب أسلحة الى المعاقل الرئيسية للتنظيم الإرهابي المسمى "الجماعة السلفية للدعوة والقتال" بمنطقة الوسط، وحددت أولويات مهام أفراد الجيش بالمناطق الحدودية في "مكافحة ثلاثية: التهريب، الهجرة غير الشرعية والإرهاب". * * افشال 15 محاولة تهريب بالحدود الجنوبية الغربية خلال 10 أشهر * * وشددت قيادة الجيش في هذا المجال، على ضرورة تعزيز الرقابة والتفتيش على طول الشريط الحدودي، خاصة على مستوى الحدود الجنوبية الغربية إضافة إلى تكثيف الكمائن بالمناطق التي تشكل ممرات للمهربين والإرهابيين، كما تم تجنيد طائرات عمودية لاستطلاع المناطق الحدودية التي لا تستطيع الوحدات المتنقلة الوصول إليها لصعوبة مسالكها لملاحقة المهربين، وحثت التعليمة على التنسيق مع مختلف أجهزة الأمن الأخرى وتفعيل العمل الإستعلاماتي. * وقالت مصادر مؤكدة ل"الشروق اليومي"، إنه تم دعم أفراد الجيش بتجهيزات تتمتع بتكنولوجيات المراقبة جد متطورة لإحباط أية تحركات مشبوهة، وتندرج هذه التعليمة الجديدة في سياق تفعيل المخطط الأمني الجاري العمل به، الذي اعتمدته قيادة الجيش الوطني الشعبي لتأمين ومراقبة الحدود ومواجهة التهديدات الإرهابية. * ولا يستبعد مراقبون على صعيد آخر، أن تكون هذه التعليمات على خلفية توفر معلومات تفيد بمحاولة تسلل إرهابيين أجانب الى الجزائر عبر الحدود للالتحاق بتنظيم درودكال، حيث أفاد إرهابيون تم توقيفهم مؤخرا وتائبون حديثا، أن قيادة التنظيم الإرهابي تسعى لتجنيد أجانب خاصة من ليبيا وموريتانيا لتنفيذ اعتداءات انتحارية في ظل تراجع التجنيد في الجزائر، كما يرى متابعون للشأن الأمني أن سيناريو "الجيا" يتكرر باعتمادها في مراحل نشاطها الأخيرة على العنصر الأجنبي في تنفيذ جرائمها. * وسبق لقيادة الجيش أن كثفت جهودها في مجال رقابة الحدود لإحباط محاولة تهريب أسلحة يرجح شراؤها بأموال "الفدية" التي تم تسديدها لجماعة "درودكال" مقابل الإفراج عن الرهينتين النمساويين. * وتم تركيز الرقابة على مناطق عين الصفراء، وتندوف وبسكرة وتمنراست وجانت وتيميمون وتلمسان باعتبارها مناطق ناشطة في تهريب السلاح والوقود والمواشي والمخدرات التي يرجح تمويلها للتنظيم الإرهابي بإمارة "درودكال" خاصة في ظل تجفيف منابع التمويل وتراجع الدعم والإسناد، وكان أفراد الجيش قد تنفذوا قبل أسابيع عمليات نوعية أبرزها ضبط مهربين في كمين بضواحي أدرارشهر نوفمبر الماضي، أسفر عن استرجاع سلاح رشاش من نوع كلاشينكوف وبوصلة الملاحة الجوية وجهاز هاتف من نوع "ثريا" وتوقيف مهرب. * كما سبق لمصالح الجيش أن قضت على إرهابيين اثنين، أحدهما قاصر كانا على متن سيارة من نوع "ستاشن" واسترجاع سلاح من نوع كلاشينكوف بولاية أدرار، وقامت من جهتها، مصالح الدرك الوطني التي تعمل تحت إشراف الجيش الوطني الشعبي بإحباط أكثر من 14 عملية تهريب ببشار، تندوف، غرداية وأدرار بالحدود الجنوبية الغربية واسترجاع كمية هامة من السلاح والذخيرة الحربية منذ بداية العام الجاري في إطار "حرب" على التهريب.