صورة للفيضانات التي ضربت غرداية يعطي اليوم رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة إشارة انطلاق إعادة إسكان منكوبي الفيضانات التي عرفتها ولاية غرداية في الفاتح أكتوبر الماضي، في وقت مازالت فيه أثارها تطبع ديكور غالبية الأحياء المتضررة في ولاية غرداية. * وعدا المسالك الرئيسية التي سيعبرها الرئيس اليوم والنقاط المدرجة ضمن برنامجه التي خضعت لعملية تطهير وتزيين مستعجلة واضطرارية فرضتها الزيارة المفاجئة، تبقى كل الأحياء تحتفظ بمخلفات الفيضانات، وسط مطالبة واسعة للمواطنين بمراجعة المعاينة التي أجرتها مصالح المراقبة التقنية لمبانيهم، على خلفية أن نتائج المعاينة وتصنيف الأضرار كانت مجحفة في حقهم. * بعد ثلاثة أشهر من تاريخ الفيضانات التي ضربت ولاية غرداية أول أيام عيد الفطر، مازالت بلديات وقرى ومداشر الولاية جريحة ولم تتعاف بعد، فعلى الرغم من عملية التجنيد لمصالح الأمن المختلفة وأفراد الجيش الوطني الشعبي، فإن المواطنين في غرداية يشكون نقص التكفل، وهناك من ذهب إلى أن الدولة غائبة كلية، ودليلهم في ذلك أكوام الأتربة التي مازالت مجتمعة على حواف الطرق، وكذا أطلال البنايات المنهارة، وبقاء العائلات المنكوبة إلى غاية اليوم في مراكز الإيواء الخاصة في وقت نفد فيه صبر بعض ممن فضلوا عدم ترقب مساعدات الدولة وتعويضاتها وشرعوا في ترميم بناياتهم دون الالتفات لوعود السلطات المحلية. * "الشروق اليومي" فضلت أن تدخل الأحياء المتضررة عشية زيارة الرئيس لتستمع إلى سكان أحياء "باب السعد" و"الغابة" و"بوشمجان" و"البدوعات" التي أصبحت مهجورة، حيث أجمع مواطنون أن هذه المناطق غير معنية بزيارة رئيس الجمهورية، وبالتالي لم تأخذ حقها من التهيئة. ويقول السكان الذين التقيناهم أن السلطات المحلية جنبت نفسها عناء تطهير المنطقة من أكوام الأتربة لتركز جهودها على المسارات التي سيسلكها الرئيس والتي أخذت من الجهد والتركيز ما جعلها تشهد وضع أبسطة اصطناعية تحمل لون الراية الوطنية ربما حتى تكون كافية لتقنع الرئيس بحجم الجهود المبذولة في تسيير أزمة غرداية. * وبين تناقضات التصريحات بين قانع بجهود الدولة، ومتفهم للإجراءات الإدارية والقانونية وبين ساخط عليها ومطالب بمراجعة عمل مصالح الرقابة التقنية وتصنيفها للمباني، سيعطي بوتفليقة اليوم إشارة إعادة الإسكان المؤقت للمنكوبين، بعد أن تمت عملية تهيئة أزيد من 2000 بناء جاهز. * عملية الإسكان هذه تخضع لاتفاق مبدئي، بين أعيان المنطقة والسلطات المحلية يقضي بتجميع كل العائلات المنكوبة بنفس الطريقة التي كانوا عليها قبل الفيضانات في أحيائهم مراعاة لخصوصية المنطقة بعد أن رفضت بعض العائلات أن تقطن "الشاليهات" لولا تدخل الأعيان والوصول إلى اتفاق عن كيفيات تقسيم الأحياء داخل مواقع الشاليهات. * وقد عبر عدد من المواطنين، عن غضبهم من تأجيل عملية الإسكان التي كانت من المفروض التي تتم في 20 من الشهر الجاري، غير أن زيارة الرئيس أرجأت العملية حتى يشرف شخصيا على عملية توزيع مفاتيح الشاليهات بصفة رمزية، ويقف عند الوضعية التي سيتم فيها إيواء المنكوبين، بعيدا عن الإشاعات القائلة بالاحتجاج أو التظاهر أمام الرئيس، حيث استبعدت العائلات المنكوبة كلية تصرفا كهذا. * زيارة الرئيس إلى غرداية لم تصحبها استعدادات وعمليات تزيين مكثفة كالتي كانت تسجلها ولايات الجمهورية عند استقباله، ولغاية عشية أمس لفت انتباهنا غياب كلي لصور الرئيس عن واجهات محلات الولاية وجدرانها، كما غابت اللافتات التي تحمل عبارات الترحاب بالرئيس، وذلك بسبب التضارب الذي حصل في تحديد يوم زيارة الرئيس التي لم تتأكد سوى صبيحة أمس بالنسبة للمواطنين الذين كانوا يترقبون وصوله أمس.