حذّر رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة من انعكاسات الأزمة المالية العالمية على الجزائر، موضحا أن السنوات العجاف المقبلة تفرض سياسة شد الحزام، وإرجاء الاستجابة لبعض الطلبات التي تقدم بها منتخبو ولايات غرداية إلى حين رجوع السنوات "السمان"، على حد تعبيره، في إشارة إلى الراحة المالية. * * مؤسسات الدولة وحدها تكفلت بمحو مخلفات الفيضانات * * واعتذر رئيس الجمهورية من أعيان الولاية ومنتخبيها عن استحالة الاستجابة لعدد من المطالب التي تقدم بها هؤلاء، مؤكدا على أن وقت اليقظة قد حان وعلى كل جزائري أن يشمر على ذراعه، لأن قضية التنمية ليست أبدا قضية رئيس جمهورية أو قضية حكومة بعينها، وإنما قضية التنمية هي قضية شعب وسواعد رجال ونساء. * وأضاف بوتفليقة "أصارحكم أن الأزمة المالية الدولية تشير لنا بسنوات عجاف فإذا عرفنا الكرم والسخاء في السنوات السمان، فعلينا أن نلتزم الحذر والحيطة في السنوات العجاف". * وتطرق الرئيس إلى أثار وانعكاسات الأزمة المالية على الجزائر، التي شكلت حجته لرفض تخصيص أغلفة مالية إضافية للولاية، مؤكدا أنه "لو توفر فلسا للخزينة عما هي بحاجة إليه لكنت خصصته لولاية غرداية تحديدا"، موضحا أن معرفته الجيدة لسكان غرداية تجعله يجزم بأن هذه الولاية سترفض أي فلس يأتيها على حساب ولايات الجمهورية بصفة تفاضلية. * وطمأن بوتفليقة المواطن الجزائري، أن سياسة شد الحزام ستزول فور زوال الأزمة المالية، وعودة الراحة للخزينة العمومية، وعدا المطالب ذات الطابع المادي، فقد أعطى الرئيس موافقته على كل المطالب الأخرى التي أسماها الرئيس بالمطالب المعنوية معتبرا ذلك حقا من حقوقهم. * بوتفليقة انتهز الفرصة ليرد على الأصوات المشككة في جهود الدولة، وتكفلها بضحايا الفيضانات التي سجلتها الولاية في الفاتح أكتوبر الماضي، موضحا أن تدخل أفراد الجيش الوطني الشعبي وقوات الأمن يندرج ضمن تكفل مؤسسات الدولة بالكارثة، مؤكدا أن هذه المؤسسات لم تتخلف أبدا في إسعاف المنطقة، وهي المفوضة بالتصرف نيابة عنهم في أموالهم وجبايتهم، وقال إنه على الجميع أن يعرف أن كل ما وصل الولاية من مساعدات ولو بغطاء فهو من الدولة وحدها، ولا فضل لأي أطراف أخرى في ذلك. * وتعمد بوتفليقة أن يوضح على مسامع أعيان الولاية من مالكيين وإباضيين أن للمواطنة معنى واسع، يستدعي توحيد الجهود والتكافل والتضامن بين المواطنين. * وأوضح الرئيس أمام أعيان غرداية الذين طالبوه بالترشح لعهدة رئاسية ثالثة "جئت الى هنا ليس لطلب الدعم والسند، وإنما زيارتي تندرج ضمن الإطار التضامني مع سكان غرداية في مصابهم"، مؤكدا أن "ما أصابهم من خير فقد أصابه وما أصابهم من شر فقد أصابه" كذلك. * من جانبهم طالب أعيان ومشايخ مدينة غرداية رئيس الجمهورية الترشح لعهدة رئاسية ثالثة، فيما حذا نفس الحذو ممثل المجتمع المدني بالولاية، هذه الالتماسات التي جاءت على لسان ممثلي سكان ولاية غرداية، قابلها الرئيس بهذه التوضيحات التي دق فيها ناقوس خطر الأزمة المالية العالمية، وانعكاساتها على الجزائر، كما رد على كل صوت شكك في جهود الدولة التي بذلتها للتكفل بمحو مخلفات الفيضانات. * في سياق مغاير أعطى، أمس، الرئيس إشارة الشروع في إعادة الإسكان المؤقت للمنكوبين في البناءات الجاهزة، فيما وضع حجر أساس 1350 مسكن لفائدة المستفيدين من البناءات الجاهزة إلى جانب تدشين الطريق المزدوج متليلي الجديدة، غرداية، ومرفق صحي جديد، كما وقف عند مختلف مواقع الشاليهات التي وضعت لاستقبال المنكوبين.