افادت مصادر مؤكدة ل"الشروق" ان مستوردين أجانب من دول الأناضول وآخرين مشارقة تمكنوا على على مدار الأسابيع الأخيرة من ادخال ما لا يقل عن 5 آلاف طن من الحديد القادم من بعض دول الاتحاد السوفياتي سابقا وهي دول تعرضت مناجمها لإشعاعات نووية جراء التجارب النووية التي اقيمت بها مثلما هو الحال لأوكرانيا، وتمكن هؤلاء المستوردين من ادخال هذه الكميات عبر أحد موانئ الغرب الجزائري على اساس انه حديد قادم من دول اوربية. * واضافت مصادرنا ان التحقيقات التي شرع فيها من طرف الجهات المختصة جاءت بناء على معلومات تفيد بأن عددا من مستوردي حديد البناء المستعمل في الخرسانة انطلاقا من دول آسيوية كانت تابعة للاتحاد السفياتي من قبل ولكنهم - المستوردون - و للتمويه لا تأتي البواخر مباشرة من تلك الدول الآسيوية، بل تنطلق من تركيا، ثم تنزل لوقت قصير بموانئ اوربية وبعدها ترسو بأحد موانئ الغرب الجزائري المعروف بتدفق الواردات من حديد البناء بكل اشكاله وهي طريقة لذر الرماد في العيون والتمويه. * وكان عدد من رجال الأعمال الجزائريين قد توقفوا قبل ثلاث اعوام عن جلب الحديد من بعض دول آسيا التي تضررت مناجمها من التجارب النووية بعد ما تبينت المخاطر التي يسببها في مقدمتها سرطانات الدم والجلد والرئة والتشوهات الخلقية، وبعد ان تأكد ذلك من خلال الإصابات التي سجلت حينها، قرر معظمهم تغيير الوجهة والتعامل مع دول اخرى منتجة لحديد الخرسانة. * وقالت مصادر "الشروق" ان المعلومات المتوفرة في الوقت الحالي تؤكد ان كميات اخرى سيحاول هؤلاء المستوردين ادخالها بالتمويه واخفاء مصدرها الحقيقي باستظهار ما يثبت انها ليست قادمة من دول آسيا المتضررة بالإشعاعات النووية مثل ما تم مؤخرا، لكن هذا لم يمنع من الشروع في عمليات البحث التي كللت بتحديد وجهة هذه الكمية من الحديد القاتل بمجرد ملامسته ومصادرتها واتلافها بشكل يزيل ما تشكله من خطورة على الصحة ولاتزال التحريات متواصلة تؤكد ذات المصادر. * وسيشرع في عمليات مراقبة وتفتيش واسعتين للتأكد من طبيعة الحديد المستورد بشكل عام ودون استثناء لإحباط اية محاولة لإدخال حديد الخرسانة المستخرج من مناجم في دول لاتزال متضررة من اشعاعات التجارب النووية. * وحسب المعلومات المتوفرة ل "الشروق" فإن المستورد الحقيقي الذي يختفى وراء اسم مستعار هي شركة ملك شخصين اجنبيين، احدهما مشرقي وآخر من دولة مجاورة لروسيا مستقر في الجزائر، ويدير اعمال الشركة في الجزائر، وقد تمكن الشريكان من محو كل البصمات التي تورطهما بشكل مباشر، لكن هذا لم يمنع من ترصد تحركاتهم في مجال الاستيراد على اعتبار انهما يقفان وراء محاولات اخرى لاستيراد كميات ممثلة مثلما هو متوفر من معلومات.