قال قائد عسكري فلسطيني متقاعد إن الهجمات الإسرائيلية على حركة حماس في قطاع غزة تتشابه إلى حد كبير مع الحرب التي شنتها إسرائيل على لبنان العام 1982 بهدف القضاء على منظمة التحرير الفلسطينية. * وقال اللواء الركن المتقاعد واصف عريقات إن الظروف العسكرية التي يعيشها قطاع غزة اليوم، تتشابه إلى حد كبير مع الظروف والأوضاع التي عشناها تحت القصف الإسرائيلي خلال حصار منظمة التحرير في بيروت في العام 1982. والشيء المختلف اليوم حسب عريقات، الذي كان قائدا لمدفعية القوات المشتركة اللبنانية الفلسطينية أن المقاومة الفلسطينية في غزة هي جزء من النسيج الاجتماعي الفلسطيني، وهو ما لم ينسحب على المقاومة الفلسطينية في لبنان، حيث لم تكن جزءا من النسيج الاجتماعي اللبناني. * واعتبر عريقات أن تكرار المشهد من القصف الإسرائيلي اليوم في غزة، إنما يأتي في إطار الرغبة الإسرائيلية في القضاء على أي شيء فلسطيني مقاوم للاحتلال، دون الأخذ بقضية حماس أو فتح. ويتذكر عريقات يوم السادس من أوت 1982، حين استهدفت إسرائيل أحد الأبنية في وسط بيروت بهدف القضاء على رئيس المنظمة حينذاك ياسر عرفات. وقال إن إسرائيل قتلت في ذلك اليوم 250 فلسطيني كانوا يعيشون في بناية عكر، وجميعهم من اللاجئين، وكان أبو عمار ألغى في آخر دقيقة اجتماعا للقيادة الفلسطينية كان مقررا في تلك البناية. وأضاف "واليوم، تكرر إسرائيل قصف بنايات وأحياء كاملة في غزة، تحت مبرر أن قائدا عسكريا متواجد هناك". * وكان عريقات مسؤولا عن المدفعية الثقيلة إضافة إلى راجمات صواريخ، وقال بأن الصواريخ التي امتلكتها منظمة التحرير في العام 1982 من نوع "غراد" هي نفسها الصواريخ التي تمتلكها حماس اليوم. * ويختلف عريقات في وصف الصواريخ التي تطلقها حماس على إسرائيل، مع المستوى القيادي الفلسطيني الذي يصفها ب"العبثية" ويقول بأنها حققت نوعا من توازن الرعب، رغم بساطتها. * وقال "صحيح إن إسرائيل عملت على تضخيم فعالية هذه الصواريخ لتبرير العدوان على غزة، لكن هذه الصواريخ أحدثت نوعا من توازن الرعب، لدرجة أن كل إسرائيلي في المنطقة الجنوبية بات يتوقع أن يصيبه هذا الصاروخ". كما قال إن هذه الصواريخ جعلت آلاف الإسرائيليين يتوجهون إلى الملاجئ، وأسهمت في رفع البطالة في إسرائيل من 11 % إلى 13 %، وأحدثت قلقا فعليا لدى الإسرائيليين. وأشار عريقات إلى أن رئيس هيئة الأركان الإسرائيلية غابي اشكنازي، عمل ضابطا خلال الاجتياح الإسرائيلي لبيروت، معربا عن تقديره بأنه سيعمل جاهدا خلال اجتياح غزة على إيقاع أكبر عدد من القتلى في صفوف الفلسطينيين". ويذكر أن عدد الشهداء في صفوف منظمة التحرير الفلسطينية خلال ذلك الحصار، يقدر بنحو 1400 قتيل، إضافة الى مئات المدنيين من اللبنانيين والفلسطينيين في المخيمات في مقابل 300 جندي إسرائيلي تقريبا.