قرّر التجمع من أجل الثقافة والديمقراطة، "مقاطعة" الإنتخابات الرئاسية المقبلة، وأعلن الأرسيدي في بيان له، بموقعه الإليكتروني عبر شبكة الأنترنيت، أن الحزب لن يشارك في الرئاسيات المقبلة، بما يعني أن رئيسه الدكتور سعيد سعدي لن يترشح لهذا الإستحقاق الإنتخابي الذي لم يبق عن موعده الرسمي سوى بضعة أسابيع. * وفي قرار غريب، أعلن بيان التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية، صدر أول أمس، في أعقاب اجتماع مجلسه الوطني في دورة قال إنها عادية، عن "تجميد نشاطاته الرسمية" إلى ما بعد الإنتخابات الرئاسية المنتظرة في أفريل القادم !، وأرجع الأرسيدي هذا القرار إلى ما أسماه "التنديد بتجند مصالح الدولة لصالح مترشح معين"!. * تجمع الدكتور سعدي الذي تحصل على 1.93 بالمائة من أصوات الناخبين المشاركين في رئاسيات 2004، رسم صورة سوداوية عن الأوضاع في الجزائر، وقيّم حصيلة البلاد بعد 5 سنوات عن الرئاسيات الماضية، بالحديث عن "غياب الإستقرار السياسي والفشل الإقتصادي والغليان الإجتماعي وتفشي اللاأمن وتنامي سياسة الهروب إلى الأمام"!. * حزب الأرسيدي الذي تورّط في انتخابات 2002 في التحريض على منع وعرقلة العملية الإنتخابية، واستعمل "العنف" لتخويف الناخبين بمنطقة القبائل، قبل أن تقرر وزارة الداخلية توقيف الإقتراع في ساعة مبكرة، برّر قراره بمقاطعة رابع رئاسيات تعددية، ب "رفض ماهو موجود"، معتبرا أن مثل هذا القرار "لا يكفي للتعبير عن الرفض"!. * الأرسيدي الذي كان أحد أحزاب الإئتلاف الحكومي بعد رئاسيات 1999، وأحد "حلفاء" رئيس الجمهورية أنذاك، قبل أن يخسر بعض مقربيه مثل خليدة تومي وعمارة بن يونس، حذر من ما أسماه "مخاطرا"-لم يحدد طبيعتها ولم ينوّر الرأي العام بشكلها ولونها !، مشيرا إلى أن "إختناق الحياة السياسية يستلزم الإسراع في تعليق نشاطه الحزبي"(..)، متحدثا عن ما أسماه"اختطاف مؤسسات الدولة"، متجاهلا أن أرقام الإنتخابات السابقة قرأتها الإرادة الشعبية وعبّر عنها صوت الصندوق، فيما لم يدل الجزائريون بعد بأصواتهم ورأيهم بشأن اختيار رئيسهم في الإستحقاق الرئاسي المقبل. * سعدي الذي قرّر "تطليق" السياسة واعتزالها مؤقتا إلى غاية ما بعد الرئاسيات المقبلة، دعا أنصاره ومن خلالهم المواطنين إلى "ضرورة التغيير الهادئ"، علما أن المواطنين لم يلمسوا "بدائلا وحلولا" خلال حملته الإنتخابية الماضية، وأشار الأرسيدي بلغة التوقعات والتنجيم السياسي، إلى أن "الأسابيع الفاصلة عن الرئاسيات ستكون جد حساسة"، داعيا مناضليه إلى "تحرك شجاع وتشاوري من أجل المصالحة مع الدولة والماضي"!. * دكتور الأمراض العصبية فضل خيار المقاطعة، في وقت أعلنت فيه وزارة الداخلية إبداء 7 وجوه سياسية وحزبية نيتها في الترشح للرئاسيات، حيث سحبت رسميا استمارات الإكتتاب، ورغم دعوة ملاحظين دوليين رسميا، وهي أحد "مطالب وشروط" سعدي، الذي فضل الآن المقاطعة وعدم الترشح!.