اجتر الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى كلماته حول شعوره بالاحباط والانهيار مما وصل اليه الوضع العربي العام بخصوص القضية الفلسطينية وبالتحديد موقفه من العدوان على غزة. * * وأصر عمرو موسى الدي عقد ندوة صحفية صحبة وزير الخاريجية الكويتي عقب اجتماع المجلس الوزاري المشترك للجامعة العربية تحضيرا للقمة الاقتصادية العربية على القول أن قمة الدوحة الطارئة حول غزة ليست بقمة ولا تعدوا ان تكون لقاءا تشاوريا بين بعض القادة العرب ... * لكن موسى اعترف من جهة اخرى بالانجاز الكبير الدي خرجت به قمة الدوحة والمتعلق بإعلان قطر وموريتانيا تجميد علاقتهما بالكيان الاسرائيلي ، حيث قال الامين العام للجامعة العربية أن ذلك يعد انجازا مهما للقضية الفلسطينية طالما لم يتحقق السلام الموهوم مع اسرائيل على مدار العقود الثلاثة الماضية، كما اعترف موسى بصحة القراءات التي قدمها الرئيس السوري بشار الاسد حول مستقبل عملية السلام مؤكدا أن الأسد عنده حق عندما قال ان مبادرة السلام العربية ميتة ويجب أن تنقل الى سجل الوفيات، بل ذهب موسى الى أبعد من ذلك عندما لمح الى اهمية تفعيل مبادرة الدفاع المشترك المشلولة متحاشيا الوضوح في هذا الموقف، لكنه طالب أمير دولة قطر أن يطرح موضوع سحب المبادرة العربية خلال اجتماع القادة العرب على هامش القمة الاقتصادية العربية. * ومعروف عن عمرو موسى انه كل ما وجد نفسه في -خانة اليك- محرجا وعاجزا عن التوفيق بين الرؤى العربية المتناقضة أفرغ غله في الوضع العربي العام وصب جام غضبه على النظام العربي الرسمي، بينما هو عاجز حتى عن الاستقلال بقراره ومنصبه عن الدبلوماسية المصرية المترهلة والغارقة في حسابات سياسية خنقت الفلسطينيين ومعهم ملايين العرب من المحيط الى الخليج، خاصة ما يتعلق بفتح المعابر والتطبيع الشامل الدي تقيمه مصر والاردن على وجه الخصوص مع الكيان الصهيوني. * وتشهد الكويت مند نهاية الاسبوع الماضي حراكا سياسيا كبيرا لاحتضان القمة العربية الاقتصادية التي سترغمها ظروف القصف في غزة على التكيف مع الوضع الراهن وبرمجة لقاء قمة للقادة العرب سيكون مضغوطا بالسقف المرتفع والخطاب القوي الذي تبنته قمة الدوحة، خاصة اقدام قطر وموريتانيا على تجميد علاقاتهما مع اسرائيل. * ويفترض حضور اغلبية القادة العرب الى الكويت بمن في ذلك الرؤساء الدين نشطوا قمة الدوحة، ويحرص الكويتيون على نجاح قمتهم من خلال ملامسة ما يعتبرونه حلولا واقعية للوضع الفلسطيني الراهن، في الوقت الذي كثرت فيه التساؤلات حول امكانية اقدام مصر والاردن على القيام بما قامت به قطر وموريتانيا بخصوص تجميد العلاقة مع اسرائيل، خاصة وأنهما على صلة مباشرة بمأساة الفلسطينيين من خلال المعابر والعلاقات المباشرة مع العدو، وهو ما يستبعد حدوثه المراقبون في قمة الكويت مع كل من مصر والاردن بالنظر الى تعقيدات الموضوع وتشعبه . * ورغم أن الخطاب القوي الدي تبنته قمة الدوحة قد كسر كل التوقعات وأعاد للأمة أملا كان مفقودا في حراك عربي يتحدى الكيان الاسرائيلي، إلا أن غياب دول فاعلة ومعنية مباشرة بالازمة الفلسطينية وخاصة مصر والاردن والسعودية جعل كثيرين يبحثون عن رؤية توفيقية بين قمة الدوحة وما ينتظر من قمة الكويت للوصول الى قرارا موحد كفيل بفرض وقف العدوان على غزة حتى لا يتحول الحراك العربي الى معركة داخلية يستفيد منها العدو الاسرائيلي بالدرجة الاولى.