رحبت قوى سياسية موريتانية مختلفة بقرار السلطات العسكرية القاضي بتجميد العلاقات الموريتانية العبرية، ردا على مجازر غزة ووصفها أكثر من متحدث بأنها خطوة جريئة وفي الإتجاه الصحيح، وإن طالبت الأحزاب السياسية المعارضة والموالية بإكمال الخطوة بالقطع النهائي للعلاقات الموريتانية الإسرائيلية فورا ودون تردد. * "تواصل": خطوة في الإتجاه الصحيح * * حزب التجمع الوطني للإصلاح والتنمية "تواصل" والذي تزعم قادته الرافضين للعلاقات الموريتانية الإسرائيلية طيلة العقد الماضي رحب بالقرار ووصفه بالمهم. * وقال بيان صادر عن المكتب السياسي للحزب بعد اجتماع طارئ إن الحزب يعلن عن مباركته "تجميد علاقات موريتانيا مع الكيان الصهيوني"، معتبرة أن الإجراء "خطوة في الاتجاه الصحيح". ودعا الحزب، في بيان توصلت "الشروق" بنسخة منه، إلى "القطع التام لهذه العلاقات وعدم الاكتفاء بالاستدعاء والتجميد" في ظل تصاعد الجريمة الصهيونية في غزة. * ودعا الحزب على أيدي الفعاليات الشعبية والقوى السياسية إلى الإستمرار في أنشطة النصرة للأهل في غزة والمطالبة الصارمة بالقطع النهائي للعلاقات مع الكيان الصهيوني، مباركا للقادة العرب والمسلمين الذين شاركوا في قمة الدوحة شجاعتهم ورفضهم للإغراءات والضغوط، واستضافتهم في سابقة تستحق التشجيع لقادة المقاومة الفلسطينية، وانتهائهم إلى قرارات عملية ملموسة في خدمة القضية، ويدعوهم إلى مزيد من التلاحم مع إرادة شعوبهم وتطلعات أمتهم. * من جهة ثانية رحب النائب عن كتلة المستقلين الموالية للجيش في البرلمان الموريتاني سيدي محمد ولد محم بالقرار، وقال إن نواب الشعب الموريتاني لا يرضون بأقل من قطع العلاقات الموريتانية مع "إسرائيل" بشكل نهائي مستبشرا خيرا بما أسماها التطلعات الجديدة للقيادة الموريتانية تجاه مطالب شعبها والتناغم الحاصل بين المجلس العسكري والمتظاهرين في الشوارع تجاه قضية الشعب الأولى "فلسطين". * * ولد أبنو: خطوة غير مكتملة ولكنها خطوة بالغة الأهمية على الطريق * * الأمين العام ل "الأوبسيرفاتوار المتوسطي للعلاقات الأوربية العربية"، ورئيس تحرير دورية اللسان الحر، بدي ولد أبنو ثمن في تصريح خاص بالشروق قرار موريتانيا تجميد علاقاتها مع إسرائيل، معبرا أن القرار "ثمرة جهود نضالية حثيثة وطويلة النفس لمختلف القوى الوطنية الموريتانية على تعدد توجهاتها ورؤاها وذلك على مدى سنوات دون كد أو ملل"، مطالبا بأن يسهم هذا القرار الذي يجمع عليه الموريتانيون في إيجاد "فرصة سانحة أكثر من قبل للمصالحة مع الذات وللخروج من الأزمة السياسية الطاحنة التي تعصف بالموريتانيين منذ أشهر". * وأضاف: "إن تجميد موريتانيا لعلاقاتها مع إسرائيل يمثل خطوة غير مكتملة ولكنها خطوة بالغة الأهمية على الطريق، جاءت ثمرة جهود نضالية حثيثة وطويلة النفس لمختلف القوى الوطنية الموريتانية على تعدد توجهاتها ورؤاها وذلك على مدى سنوات دون كد أو ملل". * ولعل هذا القرار الموريتاني والإجماع الوطني الذي يُحظى به يمثل من جانب آخر فرصة سانحة أكثر من قبل للمصالحة مع الذات وللخروج من الأزمة السياسية الطاحنة التي تعصف بالموريتانيين منذ أشهر. إن ما يجمع الفرقاء الموريتانيين أكثر مما يفرقهم، ولعل الفرصة سانحة الآن للتوصل إلى آلية وفاق وطني متسامح تحفظ كرامة مختلف الفرقاء وتمكّن من لمّ الشمل. إن الفرصة سانحة لتعزيز وحدة الصف الوطني الموريتاني عبر تعزيز الحريات العامة والفردية وفتح وسائل الإعلام العمومية بشكل حقيقي وجدّي للآراء المتعددة وعبر إطلاق سراح المعتقلين السياسيين في سبيل مصالحة تؤسس لمسلسل ديمقراطي فعلي وصلب. وهو ما سيمر حتما بتقوية ثقافة التوافق وثقافة الحلول التفاهمية الوسطى التي تضع حدا ل"عقلية الإقصاء". * * احتفالات شعبية ودعم سياسي * * وعلى صعيد آخر أعلنت مبادرة مقربة من المجلس العسكري الحاكم عن نشاط شعبي يقام احتفالا بالقرار بالتزامن مع عودة رئيس المجلس العسكري الحاكم الجنرال محمد ولد عبد العزيز ك "رد للجميل" وفق المبادرة على قراره الشجاع بتجميد العلاقات التي ظلت مثار صخط بين الموريتانيين. * ونقلت وسائل إعلام محلية عن عدد من البرلمانيين والقوى السياسية المؤيدة للمجلس الأعلى للدولة الحاكم في البلاد استعدادهم لتنظيم استقبال شعبي كبير لرئيس المجلس الأعلى للدولة الجنرال محمد ولد عبد العزيز، فور عودته إلى البلاد وذلك تأييدا لقرار تجميد العلاقات مع إسرائيل. * وقال المصدر إن التعبئة للاستقبال المذكور بدأت في أوساط السياسيين ومؤيديهم، إلا أنه لم يتأكد بعد التاريخ المحدد لعودة الجنرال إلى نواقشط. * وكان الجنرال محمد ولد عبد العزيز قد أعلن يوم الجمعة أثناء الجلسة المغلقة لقمة الدوحة عن تجميد العلاقات الدبلوماسية الاقتصادية مع إسرائيل، وهو القرار الذي أثنت عليه القوى السياسية المؤيدة للمجلس العسكري ورحبت به بعض القوى.