أكدت وزيرة الخارجية الموريتانية نها منت حمدي ولد مكناس أن بلادها قطعت بشكل كامل ونهائي كل علاقاتها الدبلوماسية مع إسرائيل. وقالت خلال تجمع شعبي أشرفت عليه بالعاصمة نواقشوط خصص لمساندة سياسة الرئيس محمد ولد عبد العزيز أنه يتعين على كل الحاضرين هنا أن يدركوا جيدا أن موريتانيا قطعت كل علاقة دبلوماسية لها مع إسرائيل بشكل تام ونهائي. وطالبت ولد مكناس أحزاب المعارضة الموريتانيةبالكف عن المزايدة برفع هذه الورقة التي قالت أنها سويت بشكل نهائي. وجاءت تأكيدات المسؤولة الموريتانية ردا على الانتقادات الحادة التي وجهها رئيس تنسيقية المعارضة الديمقراطية مسعود ولد بلخير الذي اتهم النظام الموريتاني بالإبقاء على علاقاته الدبلوماسية مع إسرائيل بطريقة سرية مدعيا انه قطعها بصفة نهائية". يذكر أن السلطات الموريتانية كانت أرغمت تحت ضغط الشارع الموريتاني بداية العام الماضي على تجميد علاقاتها مع إسرائيل على خلفية المجازر التي اقترفتها القوات الإسرائيلية ضد المدنيين الفلسطينيين في قطاع غزة طيلة ثلاثة أسابيع فيما اصطلح على تسميته بعملية الرصاص المتدفق التي خلفت استشهاد أكثر من 1450 فلسطينيا. وكانت شوارع العاصمة الموريتانية عرفت في الأيام الأخيرة سيلا من المسيرات الاحتجاجية والمظاهرات التي استنكر المشاركون فيها عمليات التهويد التي تتعرض لها المقدسات الإسلامية في القدس الشريف وعمليات التهجير القسري التي يتعرض لها السكان الفلسطينيون على أيدي المستوطنين اليهود من أجل إقامة مشاريع استيطانية في المدينة المقدسة. وحمل المتظاهرون مسؤولية تلك المجازر إلى الصمت العربي والإسلامي على سياسة استيطان غير مسبوقة وبصفة خاصة إلى الدول التي تقيم علاقات دبلوماسية مع الكيان الإسرائيلي المحتل. وطالب قياديون في أحزاب سياسية موريتانية من السلطات الموريتانية إلى الإعلان رسميا بقطع العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل. يذكر أن السفارة الإسرائيلية في العاصمة نواقشوط أغلقت بصفة نهائية منذ عدة أشهر وتم ترحيل موظفيها وكانت تعرضت لهجوم مسلح من طرف إسلاميين موريتانيين مسلحين. ورغم هذا الإغلاق فإن الرأي العام الموريتاني مازال يشكك في حقيقة قطع العلاقات وهو ما حتم على السلطات الموريتانية تنظيم هذا التجمع لقطع الشك باليقين في ورقة استعملتها المعارضة لكسب تعاطف الناخبين الموريتانيين في الانتخابات الرئاسية الأخيرة.