التمس أمس، النائب العام بمجلس قضاء الجزائر عقوبة السجن مدى الحياة في حق أربعة أشخاص متورطين في جناية التهريب الدولي للمخدرات، ونقلها من دولة المغرب نحو الجزائر عبر الحدود تمهيدا لنقلها إلى مرسيليا، ومن بين المتهمين مواطن فرنسي وجزائري مغترب هناك وابن أخيه من العلمة. * فالقضية الخطيرة التي تفضح حيثياتها التواطؤ الكبير لعصابات المخدرات المتواجدين بالمغرب والذين يهربونها إلى الجزائر بمساعدة شبكات مختصة عبر الحدود بمغنية ومن ثم المتاجرة فيها، سواء داخل الجزائر أو نقلها للخارج، فالقضية اكتشفت بتاريخ 28 جانفي 2007 حوالي العاشرة صباحا عندما فتش أعوان الجمارك على مستوى ميناء العاصمة سيارة "تويوتا"يقودها فرنسي يدعى "مورقادو لويس دافيد"، فعثرت على 26 كلغ من مخدر القنب الهندي على شكل مربعات مخبأة بلوحة القيادة، فالفرنسي كان متوجها نحو مرسيليا على متن باخرة الطاسيلي، وقد اعترف عند مصالح الأمن بتهريبه للمخدرات، مصرحا أن جزائريا مغتربا بفرنسا يدعى (خ،ك) هو من اشترى له السيارة بفرنسا ومنحه مبلغا من عملة الأورو، طالبا منه التوجه نحو الجزائر للالتقاء بأن أخاه بالميناء الذي يتولى نقله نحو مدينة مغنية وهناك يتكفل أشخاص بإدخاله التراب المغربي بطريقة غير شرعية. * حيث بقي هناك ستة أيام تنقل فيها بين مدن وجدة ثم فاس ومكناس، وهناك علّبت المخدرات وخبئت بإحكام داخل سيارة الفرنسي الذي عاد بها إلى العاصمة بمساعدة مغاربة ومن ثم حاول نقلها نحو مرسيليا، لكن الفرنسي صاحب 39 سنة، الذي يعمل في مجال العقارات، فاجأ الجميع أمس، في جلسة محاكمته عندما تحمل المسؤولية بمفرده، مؤكدا بأنه خطط لعملية نقل المخدرات من المغرب بعد تعرفه على شخص بفرنسا تكفل بتأمين أشخاص ليساعدوه هناك، ولما سأله القاضي عن سبب إقحامه اسم المتهم (خ،ك) والقول بأنه هو من بعثه إلى الجزائر، فرد الفرنسي: "ذكرت اسم هذا الجزائري، لأنه معروف بإجرامه بمرسيليا وتحت ضغط من مصالح الأمن الجزائرية أدليت بتلك التصريحات". * لكن القاضي لم يقتنع بإجابته على أساس أن المغترب الجزائري الذي يعمل في ميدان "السيراميك" يقطن في حي مجاور للفرنسي، وأن ابن أخ المغترب هو من انتظر الفرنسي في ميناء الجزائر، ففسر الفرنسي ذلك بأنه عرف ابن الأخ (خ،ن) عن طريق شخص مقيم في فرنسا وليس عن طريق عمه، ما جعله يقصده بالجزائر ليساعده على الذهاب إلى مغنية بحكم عدم إجادته اللغة العربية.