عالجت محكمة الجنايات لدى مجلس قضاء قسنطينة أول أمس الخميس 28 جانفي 2010 قضية من أعقد و أخطر قضايا ألإجرام تتعلق بشبكة إجرامي منظمة تعمل على تصدير المخدرات نحو الخارج بعد جلبها من الحدود المغربية عن طريق المسيلة و تلمسان المتورطين فيها من جنسيات مزدوجة الشبكة تتكون من ستة عناصر اثنان منهم مغتربان ويقيمان بفرنسا، بدأ نشاطها منذ أكثر من 17 سنة بتواطؤ من عدد من أعوان الجمارك بميناء العاصمة وبجاية، يقودها رئيس العصابة موريس لوجيتيان ذو الجنسية المغربية الفرنسية، وما يثير الحيرة أن المتهم الرئيسي تحول إلى شاهد، و يتعلق ألأمر بالمدعو خ.محمد مولود بسانت إيان فرنسا و يقطن بالجزائر العاصمة، ز.ناصر متزوج وله أربعة أطفال يقطن بولاية برج بوعريريج، ب.ي.يحي مولود بفرنسا ويقطن بالبرج، م.عبد الحفيظ يقطن كذلك بالبرج، ز.بوبكر مولود بفرنسا ويقطن بولاية برج بوعريريج، ك.جمال مولود بفرنسا ومقيم بها، تتراوح أعمارهم ما بين 33 و45 سنة، وقد تم اكتشاف خيوط الشبكة عندما كان المتهم محمد يتأهب لتهريب كمية كبيرة من مادة المخدرات إلى مدينة مرسيليا بفرنسا عبر ميناء بجاية، وبتظافر جهود الفرقة التابعة للوحدة الجمهورية وبشرطة الحدود البحرية أوقف المتهم محمد على متن سيارة من نوع فورد فوكس، إذ لوحظ صفحة من الحديد ملحمة بطريقة احترافية داخل الصندوق الخلفي للسيارة، حيث تم العثور على 199 قالب من المخدرات من مختلف الأحجام، قدر وزنها بقنطار وكيلو ونصف كيلوغرام، وضعت مكان عجلة النجدة. وقد كلف المتهم بنقلها من طرف شخص يدعى موريس لوجيتيان مقابل مبلغ 15 ألف أورو، مع تأمين له عملية العبور من الميناء والمراقبة الجمركية بواسطة عون جمركي بميناء بجاية، وفي تصريحه أكد المتهم الموقوف أن شريكه جمال اشترى له سيارة من فرنسا بمبلغ 18 ألف أورو وتولى هو بتصفيح الصندوق الخلفي للسيارة بمدينة مرسيليا بمرأب المسمى موريس صاحب مؤسسة لنقل البضائع، و عند تنقله بالسيارة إلى ارض الوطن التقى بجمال واتفقا على الصفقة إلى حين سلمه السيارة معبأة بالصندوق الخلفي قدرت كمية المخدرات ب 70 كيلوغرام كيف معالج، وتنقل بها إلى الجزائر العاصمة وهناك التقى بعون الجمارك بميناء العاصمة لتسهيل له عملية العبور، وتم فعلا ما خطط له حيث غادر المتهم ميناء بجاية إلى غاية وصوله فرنسا دون تفتيش، وعند وصوله سلم البضاعة مقابل 15 ألف أورو كأتعاب. وتكررت العملية تلو الأخرى بين أفراد العصابة في الداخل والخارج، وفي كل مرة تزداد كمية المخدرات المراد تصديرها نحو الخارج، و كان المتهم يقوم بما يطلب منه، حيث قام قبل توقيفه بتهريب 150 كيلوغرام من المخدرات أي قنطار ونصف قنطار إلى مدينة مرسيليا، وحسب المتهم الموقوف فإن أفراد الشبكة كانوا يتخذون من فندق الماركير بالعاصمة مكان للقائهم ومبيتهم ليام, أسابيع من أجل الاتفاق على خطة تحويل المخدرات إلى المكان المراد تصديره، وكان قد وُجه إلى الممول الرئيسي للمخدرات وهو شخص يُدعى داحي من مدينة الرمشي تلمسان لاستلام شحنة جديدة في انتظار وصولها من المغرب، وعند استلامه الشحنة بمحطة المسافرين الخروبة قام أربعة جمركيين من ميناء بجاية اين يتواجد المسمى ب.زهر الدين لتسهيل لهم عملية العبور و ذلك بتاريخ 7 سبتمبر 2008، وهذا ما تم فعلا يضيف المتهم الموقوف غير أن أحد الجمركيين قام بتوجيههم الى مرآب المراقبة، وهو المرآب الغير متفق عليه من طرف المجموعة، واستطاع هذا الجمركي من اكتشاف المادة المهربة، كما يذكر المتهم محمد أن عملية الشحن تم التخطيط لها منة قبل في فرنسا رفقة جمال وبوبكر قبل أن يلتقي الثلاثة بأرض الوطن. ومن خلال تصريحات المتهمين فإن رئيس العصابة هو موريس لوجيتيان ذو جنسية مغربية فرنسية وقد أعطى هذا الأخير لكل فرد من العصابة دوره ومهمته التي يقوم بها، فكانت محمد محمد نقل السيارات من فرنسا إلى الجزائر والعودة بها بعد تعبئتها بالمخدرات، وتكفل المتهم يحي بإقامة أفراد الشبكة بفنادق الجزائر وإقامة السهرات لإبعاد الشبهات، وتنقلهم بين الولايات وتحضير المال بالعملة الوطنية، وأوكلت للمتهم عبد الحفيظ مهمة تأمين سير الشبكة بإعطاء التوجيهات والتعليمات بأرقام مختلفة للهاتف النقال، والمتهم ناصر فتح مسكنه لتحضير وشحن المخدرات، أما شقيقه بوبكر والمتهم جمال كلفا بإبرام الصفقات مع الممول الرئيسي القاطن بمدينة مغنية. ممثل الحق العام في مرافعته اعتبر هذه الشبكة من أخطر الشبكات ولا يمكن التساهل معها كونا تهدد الاقتصاد الوطني من جانب التهريب وتبيض الأموال، لاسيما والمتهمين تعمدوا إخفاء هوية أعوان الجمارك المتورطين مع الشبكة، ملتمسا حكم المؤبد لجميع المتهمين، في حين أدانت محكمة الجنايات لدى مجلس قضاء قسنطينة المتهم بحي ب 20 سنة سجنا نافذا، وتبرئة كل من المتهم ناصر وعبد الحفيظ من التهمة الموجهة إليهما بعدما اعتبر الدفاع أن المتابعة كانت غير شرعية وأن الاتهام بني على مستندات باطلة على حد قولهم.