تواجه قيادة التنظيم الإرهابي المسمى الجماعة السلفية للدعوة والقتال، تحت إمرة المدعو عبد المالك درودكال ''أبو مصعب عبد الودود''، أزمة في استخلاف الأمراء، الذين تم القضاء عليهم أو سلموا أنفسهم، خاصة وأن قوات الجيش تمكنت خلال السنوات الثلاثة الأخيرة، من القضاء على الجيل المؤسس للتنظيم الإرهابي، على خلفية الاعتداءات الانتحارية، مما دفع قيادة درودكال إلى تعيين أمراء قليلي الخبرة ومحدودي التكوين، و هو ما انعكس سلبا على النشاط الإرهابي. ويتوقع متتبعون للشأن الأمني؛ تعميق ما يعرف داخليا ب''أزمة الأمراء'' بعد عملية الخيثر، وقبلها عملية الجلفة التي أسفرت عن القضاء على بلال أبو عدنان، الرقم الثاني في إمارة التنظيم بالجهة الغربية، ونوح أبو قتادة السلفي مسؤول العلاقات الداخلية و التنسيق والربط، حيث تشير معلومات متوفرة، أن قيادة درودكال واجهت إشكالا في استخلاف عبد الحميد سعداوي ''يحيى أبو الهيثم'' أمير المنطقة الثانية سابقا، ومسؤول العلاقات والتنسيق الذي تم القضاء عليه، وهو من الجيل الأول للإرهاب، سقط في كمين للجيش، وتوقيف سمير سعيود المكنى ''سمير مصعب عبد الله'' منسق التنظيم، بعد إصابته بجروح بليغة، ليبقى منصب منسق التنظيم شاغرا منذ عام 2007، رغم أهميته في الاتصالات بين مختلف اللجان والكتائب لتفعيل النشاط الإرهابي، واضطرت قيادة درودكال، استنادا إلى اعترافات إرهابيين تائبين وموقوفين، في غياب التنسيق، إلى النشاط الفردي والمستقل، مما ترتب عنه انحرافات خاصة في مجال تسيير الغنائم و التخطيط للاعتداءات الإنتحارية التي باءت بالفشل، ونجحت مصالح الأمن في إحباطها. وكانت قيادة التنظيم الإرهابي، تعول كثيرا على نوح أبو قتادة السلفي، بحكم خبرته، وتم تعيينه بعد عامين من ''الفراغ'' في التنسيق والربط، خاصة وأنه من ''بقايا'' الأمراء و القياديين في التنظيم، ويشكل رحيله فراغا جديدا، قد يصعّب هذه المرة إيجاد بديل له، و تعويضه في ظل العمليات العسكرية النوعية التي قامت به القوات الخاصة للجيش، و استهدفت رؤوس الإرهاب، كما أصبح درودكال بشهادة مساعديه الذين سلموا أنفسهم يتردد في التعيينات، خوفا من الإطاحة به، في ظل وجود مخطط انقلاب، حيث سعى في فترات سابقة إلى إبعاد وعزل قياديين أكثر خبرة منه وقادة عسكريين، لتفادي الإطاحة به.