حقّقت مصالح الأمن خلال شهر أكتوبر الماضي؛ أهم العمليات في مجال مكافحة الإرهاب، منذ اندلاع الأزمة الأمنية في الجزائر، برأي العديد من المتتبعين للشأن الأمني في الجزائر، استنادا إلى النتائج التي توصلت لها، وأسفرت عن القضاء على أبرز وأخطر وأقدم قيادات التنظيم الإرهابي المسمى الجماعة السلفية للدعوة والقتال، تحت إمرة المدعو عبد المالك درودكال ( أبو مصعب عبد الودود). ويشير هؤلاء إلى ''حصيلة قياسية ونوعية'' حققتها مصالح الأمن، و تعكس العمليات أيضا؛ نجاح الإستراتيجية التي اعتمدتها قبل سنتين، باختراق التنظيم الإرهابي تدريجيا، إلى غاية الوصول إلى هرم الإمارة، وهو ما يجيب على تساؤلات العديد من الأوساط المتتبعة للشأن الأمني، حول خلفية السقوط المتتالي لأمراء التنظيم الذين يشكّلون القيادة، حيث تجاوز عددهم الأربعة خلال شهر أكتوبر، الذي ينقل إرهابيون تائبون أنه كان ''من أصعب الأشهر''، نظرا للحصار و التوبة والخسائر والعجز عن تنفيذ اعتداءات استعراضية والتجنيد. وتم خلال أكتوبر القضاء على المدعو ''ل.مراد'' المعروف باسم نوح أبو قتادة السلفي مسؤول الربط والتنسيق، وهو أهم عنصر في التنظيم بحكم منصبه الذي يعد حلقة وصل بين الكتائب والقيادات الجهوية لتفعيل التنسيق، وكان يراهن عليه درودكال، خاصة وأنه وراء التنسيق بين كتائب منطقتي الوسط والشرق، لتنفيذ اعتداء المنصورة بالبرج الذي خلف مقتل 14 دركيا، وكان نوح وراء التخطيط لاعتداء تيبازة، الذي استهدف دورية للجيش، خلفت مقتل 13 جنديا، بعد التنسيق بين كتائب منطقتي الوسط والغرب. وتم تفعيل التنسيق بين مختلف القيادات الجهوية، في ظل قلة العدد و القدرات، وقبلها كانت القوات الخاصة قد نجحت في الإطاحة بالمدعو بلال أبو النذير، رئيس ديوان أمير منطقة الغرب، لكنه يوصف من مقربيه بأنه الأمير الفعلي للجهة الغربية، وكان قائدا ميدانيا وتم القضاء عليه بناء على وشاية داخلية، وآخرهم كان القضاء على أمير كتيبة طارق بن زياد، المدعو غازي توفيق ''الطاهر''، وهو أقرب مساعدي درودكال، بينما يوجد ''أبو عبيدة العنابي'' في وضع صحي حرج بسبب إصابته وندرة الدواء والحصار. وقد انعكس هذا الوضع سلبا على درودكال، الذي أصبح منشغلا بأزماته الداخلية ومواجهة الخيانة الداخلية والاختراق والضربات الخارجية من الجيش، ويقول مقربوه أنه في ''وضع حرج جدا'' خاصة وأن معنويات أتباعه محبطة جدا.