تنذر الانتخابات الرئاسية المرتقبة في التاسع من أفريل المقبل بمفاجأة كبيرة بعد فشل السواد الأعظم من المرشحين المحتملين في جمع النصاب القانوني المؤهل لخوض غمار الدور الأول من انتخابات الرئاسة، حيث لم يتمكن إلى غاية كتابة هذه الأسطر سوى مرشح هو زعيم الجبهة الوطنية الجزائرية، موسى تواتي، من جمع النصاب المطلوب، مستفيدا من خزان حزبه من الناخبين الكبار (المنتخبين على مستوى المجالس المحلية والوطنية). * قبل أقل من أسبوعين من انتهاء الآجال القانونية للمرحلة التحضيرية لموعد أفريل المقبل، لم تتمكن لا المرشحة السابقة في رئاسيات 2004، لويزة حنون، زعيمة حزب العمال، ولا محمد هادف رئيس الحركة الوطنية للأمل، ولا محمد السعيد رئيس حزب الحرية والعدالة غير المعتمد، ولا غيرهم من المرشحين الأحرار، مثل المستشار الإعلامي السابق لوزير الشؤون الدينية، عبد الله طمين، أو الدكتور لوط بوناطيرو، الذين يفكرون في الانسحاب من المعترك، بحسب المرشح الحر، رشيد بوعزيز. * ويبقى الأمين العام للجبهة الوطنية، موسى تواتي، المرشح الوحيد الذي أنهى المرحلة التحضيرية من الاستحقاق الرئاسي بنجاح، حيث أكد في تصريح ل"الشروق اليومي" أنه أنهى "بصفة رسمية" عملية جمع التوقيعات التي تخوله خوض الدور الأول من موعد أفريل المقبل، بتمكنه من جمع ألف و500 توقيع من صنف الناخبين الكبار الذين تتوفر عليهم الجبهة الوطنية في مختلف المجلس المحلية والوطنية المنتخبة، إضافة إلى ما لا يقل عن 100 ألف توقيع عادي عبر مختلف ولايات الوطن، علما أن قانون الانتخابات لا يشترط جمع أكثر من 600 توقيع من صنف المنتخبين و75 ألف توقيع عادي في 23 ولاية على الأقل، فيما يعتزم إيداعها لدى المجلس الدستوري نهاية الأسبوع الجاري للحصول على تأشيرة. * وباستثناء المرشح المحتمل الأبرز، ممثلا في شخص بوتفليقة، الذي لا يعتقد أنه سيواجه صعوبة في تحقيق النصاب المطلوب من التوقيعات، بالنظر إلى القاعدة السياسية والجمعوية التي تقف وراءه، والتي تراهن على جمع مليون توقيع، لم تعلن زعيمة حزب العمال بدورها عن جمع النصاب المطلوب من التوقيعات، تاركة مسألة ترشحها يلفه الكثير من الغموض، حيث اكتفى الرجل الثاني في الحزب، جلول جودي في تصريح ل"الشروق" بالقول "إن العملية تسير كما ينبغي. وليس لدينا مشكلا في جمع التوقيعات". * وعلى عكس حزب العمال، فضل مرشح حزب الحرية والعدالة غير المعتمد، محمد السعيد، الحديث بلغة الأرقام، وقال ل"الشروق" بلهجة المتفائل "لقد تجاوزت جمع نصف التوقيعات المطلوبة، ونحن متفائلون بجمع ما تبقى في الآجال المحددة"، مشيرا إلى أن أنصاره انتقلوا من عملية توزيع استمارات التوقيعات على المواطنين إلى جمعها واستغلالها. * من جهته، لم يتمكن مرشح الحركة الوطنية للأمل، محمد هادف، من ضبط عدد التوقيعات التي جمعها أنصاره في ثلاثين ولاية، مشيرا إلى أنه ينتظر وصول نتائج ال 90 ألف استمارة التي وزعها على 30 ولاية، وعبر هادف في تصريح ل"الشروق اليومي" عن تذمره من "الإجراءات البيروقراطية" التي واجهها في الحصول على الاستمارات المخصصة لجمع التوقيعات، مشيرا إلى أنه لازال ينتظر ال 18 ألف استمارة من مصالح وزارة الداخلية. * وفي سياق متصل، حمل مرشحون آخرون وزارة الداخلية والجماعات المحلية، مسؤولية انسحابهم من سباق الرئاسيات، ومنهم المرشح محمد بوعزيز، الذي قال إنه سيلتقي مع مرشحين أحرار، ممثلين في شخصي عبد الله طمين ولوط بوناطيرو، لبحث مسالة الإنسحاب على خلفية الصعوبات التي يجدونها في الحصول على الاستمارات.