نزيف ينخر جسد الجماعة السلفية أفادت مصادر مؤكدة أن قيادة التنظيم الإرهابي المسمى "الجماعة السلفية للدعوة والقتال" تبنت استراتيجية جديدة لمواجهة موجة التوبة في ظل تسجيل رغبة عديد من الإرهابيين تسليم أنفسهم، حسب شهادات تائبين حديثا. * وقال متتبعون للشأن الأمني ل"الشروق"، إن قيادة "درودكال" لجأت إلى تنفيذ اعتداءات إرهابية عن طريق تفجير قنابل تقليدية الصنع عن بعد، إضافة الى زرع الألغام بمسالك مواكب أجهزة الأمن مع تكليف إرهابيين من المقربين من "الإمارة" ومحل ثقة، بوضع هذه القنابل وأيضا بجمع أموال "الجزية" والمهام الأخرى مع منع أغلب الإرهابيين من الخروج والتنقل دون مرافقة من إرهابي آخر يعرف بتشدده، ويوجد أغلب أتباع درودكال تحت "الحصار" الداخلي مع منع استعمال الهاتف وجهاز الراديو وأي وسيلة اتصال، فيما يتم تغيير دوري لمواقع وتجمعات الإرهابيين في المخابئ. * وقالت مصادر متطابقة استنادا الى شهادات تائبين وإرهابيين موقوفين، إن "القرار" شمل أيضا بعض الإرهابيين الذين ينحدرون من المنطقة في المعاقل الرئيسية للتنظيم الإرهابي، وكانوا يقومون في وقت سابق بالإتصال بعائلاتهم وزيارتها. * ويرى مراقبون أن "درودكال" لجأ الى اعتماد "إجراءات وقائية" لإحباط أي محاولة فرار لأتباعه وتسليم أنفسهم، خاصة وأنه حرص عبثا على تكذيب تسليم أمير كتيبة "الأنصار" نفسه لمصالح الأمن حتى لا يتأثر أتباعه به، كما نقل إرهابيون "أن الإرهابيين المحسوبين على منهج حسان حطاب أصبحوا تحت الرقابة المشددة منذ صدور التسجيل الصوتي الأخير الذي جدد فيه دعوته أتباعه لتسليم أنفسهم والاستفادة من ميثاق السلم والمصالحة الوطنية"، كما لا يتم إشراكهم في التخطيط للاعتداءات الإرهابية والاجتماعات التي باتت محدودة جدا نتيجة الحصار وعدم اطلاعهم على أدنى الأسرار ويجري عزلهم تدريجيا. * ولا يستبعد مراقبون أن تتخذ قيادة "درودكال" إجراءات أكثر تشديدا قد تصل الى التصفية الداخلية للمعارضين والمنشقين بعد تزايد المعارضين للمنهج التكفيري المتبع وخرجة حسان حطاب مؤسس "الجماعة السلفية"، التي أكدت مصداقية المصالحة الوطنية التي تبقى اليوم، تهدد أركان التنظيم الإرهابي. *