أمير الجماعة السلفية للدعوة والقتال: عبد المالك درودكال قالت مصادر من أوساط تائبين سلموا أنفسهم حديثا، إن الأمير الوطني لتنظيم "الجماعة السلفية للدعوة والقتال" المدعو عبد المالك درودكال، دعا عناصره لتوخي الحذر واليقظة في التعامل مع عناصر شبكات الدعم والإسناد وعدم دعمهم بتفاصيل العمليات الإرهابية والمخططات الإجرامية، في ظل التساقط المتتالي لشبكات الدعم التي أدى تفكيكها واستغلال تصريحات واعترافات أفراد خلايا الدعم الى القضاء على قياديين في التنظيم. * وأفادت هذه المصادر ل "الشروق اليومي"، أن "درودكال" يكون وجه تعليمة الى أتباعه، شدد فيها عليهم عدم تقديم التفاصيل عن تحركاتهم ونشاطاتهم لعناصر الدعم والحرص على عدم حيازة وسيلة اتصال عند لقائهم، خاصة الهواتف النقالة، كما أن الإرهابيين هم الذين يضبطون التنقلات والتحركات القابلة للتغيير للإفلات من الكمائن، حيث تندرج هذه "التوصيات" في إطار "إجراءات وقائية"! * وقال إرهابي تم توقيفه حديثا، أثناء التحقيق، أن "درودكال أصبح يأخذ بعين الاعتبار قضية اختراق التنظيم واتساع تعاون المواطنين مع أجهزة الأمن". وأضاف أن ذلك ترتب عنه تململ واستياء كبيرين، وتم تحميل "درودكال" المسؤولية على خلفية سلسلة الاعتداءات الانتحارية التي اعتمدها وكانت "خطأ استراتيجيا كبيرا أدى الى التضحية بشبكات الدعم اللوجيستيكي واستثمار الغنائم"، ليضطر "درودكال" الى إصدار هذه التعليمة لاحتواء الوضع الداخلي، برأي مراقبين، وتبرير الخسائر المتتالية، ب "خيانة" شبكات الدعم واختراقها من طرف مصالح الأمن في محاولة أخرى لتبرير نفور المواطنين وعدم التعاون معهم. * واعتبر معارضون لمنهج "درودكال"، استنادا الى شهادات تائبين وإرهابيين سلموا أنفسهم حديثا، أن هذا الوضع نتيجة حتمية لوسائل تجنيد شبكات الدعم التي أصبحت ترتكز أساسا على الإغراءات المادية وليس لقناعات شخصية. * ويؤكد متتبعون للشأن الأمني، أنها مؤشرات تدل فعلا على أن التنظيم الإرهابي يعيش أزمة داخلية بدأت ترشح تفاصيلها منذ أول اعتداءات انتحارية، حيث كانت "الجماعة السلفية للدعوة والقتال" تجند "خلايا عائلية" وتائبين لتجنب الوشاية بهم أو الكشف عن مخططاتهم، وكان التنظيم قد حرص مؤخرا، استنادا الى نفس المصادر، على تلقين أتباعه تعليمات في حال توقيفهم من طرف مصالح الأمن والتحقيق معهم، أهمها عدم الكشف عن الشؤون الداخلية والمخططات، وشدد على أمرائه عدم الكشف عن هوياتهم الحقيقية، خاصة بالنسبة للمجندين الجدد والمخططات الإجرامية أيضا، في ظل تسجيل حالة تردد من الاستمرار في النشاط الإرهابي ورغبة عديد في تسليم أنفسهم، حيث تجري اجتماعات مغلقة وضيقة لتفادي تسرب أي معلومات.