ألمحت جماعة الإخوان المسلمين لاحتمال تورط جهاز المخابرات الإسرائيلي (الموساد) في التفجيرات التي وقعت بوسط العاصمة المصرية القاهرة الأحد وأودت بحياة سائحة فرنسية، وأصابت 24 من جنسيات مختلفة بجروح معظمها طفيفة. فيما اعتبرتها الجماعة الإسلامية "جرس إنذار" يدق من جديد، محذرة من عدة أمور في مقدمتها استمرار الفهم الخاطئ لدى بعض الشباب الإسلامي لمفهوم الجهاد. * وأعلنت الجماعتان تبرؤهما من التفجيرات التي وقعت بحي الحسين الذي يعتبر مزارا سياحيا ودينيا هاما بمصر. واعتبر المرشد العام لجماعة الإخوان محمد مهدي عاكف، مرتكبي الحادث "خارجين عن أصول الإسلام والدعوة للإصلاح"، مؤكداً أن "الإسلام بريء من هذه الممارسات". * وأكد عاكف أن "أي اختلاف مع النظام لا يمكن أن يكون مبررًا للقيام بأي أعمال تهز أمن مصر وتزعزع استقرار الوطن". * ومن جهته، لم يستبعد الدكتور محمد حبيب، النائب الأول لجماعة الإخوان في تصريحات لموقع "إسلام أون لاين" تورط الموساد الإسرائيلي في التفجيرات قائلا: "كل شيء مطروح وكل الاحتمالات واردة في هذا الحدث؛ ولكن لا يوجد دليل حتى الآن على ذلك". وأوقفت الشرطة المصرية ثلاثة مشتبه فيهم لم يكشف عن هويتهم قرب مكان الهجوم. وأعلنت وزارة الصحة المصرية أن حصيلة ضحايا الانفجار بلغ قتيلة فرنسية واحدة و24 جريحا، بينهم 21 سائحا، فيما خرج تسعة عشر جريحا من المستشفى. وذكرت الوزارة في بيان صحافي أن الانفجار أدى أيضا إلى إصابة 17 فرنسيا آخر وألماني واحد و3 سعوديين و3 مصريين. * وكان الانفجار الذي وقع أول أمس الأحد في الباحة الأمامية لمسجد الحسين، استهدف مجموعة من السائحين كانوا يقومون بجولة في المنطقة المزدحمة بالزوار والسياح، مما أثار القلق من عودة شبح الإرهاب إلى المدن المصرية. * ولم تصدر السلطات الأمنية المصرية أية توضيحات بشأن الحادث الذي تضاربت التقارير بشأنه. * وفيما ذكرت مصادر أمنية أن الإنفجار ناجم عن عبوة متفجّرة وضعت في المكان، قال شهود عيان انه نتج عن إلقاء متفجرة من مبنى فندق قريب. * وقال بعض شهود العيان إنهم شاهدوا شخصين اثنين، أحدهما يرتدي جلبابا وآخر يرتدي قميصا وبنطلونا خرجا مسرعين من باب الفندق، وأثناء جريهما سقط كيس أسود وانفجر، في حين أن شهودا آخرين قالوا إن العبوة ألقيت من سطح الفندق. * وبدأ محققون مصريون تحقيقات واسعة لمعرفة الأشخاص أو الجهات التي تقف وراء الحادث، حيث استجوب 26 محققا عاملين بالفندق وروّاده وأصحاب المحال التجارية المجاورة، كما بدأ البحث عن راكب درّاجة كان في موقع الحادث يعتقد أنه كان يحمل عبوة ثانية وجدت غير منفجرة في المكان نفسه. * وتواصلت التنديدات الدولية أمس، معربة عن تضامنها مع مصر.