طمأن الرئيس الأمريكي باراك حسين أوباما مواطنيه بأن بلاده ستتغلب على الأزمة الاقتصادية الراهنة قائلا: "سنعيد البناء، سنتعافى، والولاياتالمتحدة لتخرج أقوى من ذي قبل". وحدد أوباما ثلاث أولويات أساسية مدرجة في الميزانية التي سيقدمها نهاية الأسبوع وهي الطاقة، الرعاية الصحية والتربية. * في أول خطاب له أمام غرفتي الكونغرس "مجلسي النواب والشيوخ" ألقاه مساء الثلاثاء، ودام 52 دقيقة، ركز أوباما اهتمامه بصفة مطلقة على ملف الأزمة الاقتصادية الصعبة التي تضرب الولاياتالمتحدة منذ أكثر من سنة والتي خلفت أثارا مقلقة بانهيار عديد من المؤسسات المالية وفقدان عديد من الأشخاص لمنازلهم لعدم قدرتهم على تسديد قروضهم، كما بلغت نسبة البطالة 6,7 بالمائة، حيث فقد 589 ألف شخص مناصب عملهم فقط في شهر جانفي المنقضي، كما قل التداول في "وول ستريت"، حيث عرف مؤشر "دو جونس" أدنى مستوى له منذ عشر سنوات (ناقص 250 نقطة)، زيادة على فقدان الثقة في السوق عموما، وعجز في الميزانية بلغ 3 تريليون دولار. أوباما شرح مطولا خطته الاقتصادية مدافعا عن برنامجه لإنعاش الاقتصاد بقيمة 787 مليار دولار، الذي صوت عليه الكونغرس قبل أسبوعين ولقي انتقادات كبيرة من خصومه الجمهوريين. * وجدد قوله إن البرنامج سيخلق أو يحفظ قرابة 3,5 مليون منصب شغل وأن الأموال المرصودة ستصرف بشفافية، بحيث يمكن لكل أمريكي أن يطلع من خلال الانترنيت على مآل أي دولار من أمواله. وقال إن خطته تتضمن مساعدات للبنوك وإصلاح النظام المصرفي، مشيرا إلى أهمية تشجيع الاقتراض الذي يقود إلى انتعاش الأنشطة الاقتصادية المختلفة، إضافة إلى إيجاد آلية لمساعدة العاجزين عن تسديد قروض الرهن العقاري حتى يبقون في منازلهم. وقال إنه سيصلح ميزانية الدفاع، كما سينهي التعاقد المباشر مع شركات عاملة في العراق. كما جدد عزمه على محاربة التبذير، سيما عند مسيري المؤسسات الكبرى والبنوك، الذين لن يسمح لهم بأخذ أموال دافعي الضرائب لدفع مصاريف طائراتهم الخاصة، قائلا: "تلك الأيام انتهت". * وحرص الوافد الجديد للبيت الأبيض على مخاطبة الأمريكيين بلغة تحمل بريقا من الأمل والثقة في نجاعة سياسته البعيدة المدى، سيما وأن تدخلاته الأخيرة تركت انطباعا من أنه يشخص صعوبات الأزمة ولا يملك سياسة حلها. وقال أوباما "إن الوقت قد حان للعمل بجرأة على بناء أسس جديدة من أجل رخاء دائم". * وفي مجال الطاقة ذكر أن بلاده أصبحت تستورد موارد الطاقة أكثر من أي وقت مضى، وحسب التقديرات، فإن الولاياتالمتحدة تستورد قرابة 70 بالمائة من حاجياتها الطاقوية، ليؤكد على أهمية خطته للاستثمار في الطاقات المتجددة وتشجيع البحث في هذا المجال. * وبخصوص ملف الرعاية الصحية أكد أوباما أن "هذا الملف لن يقبل التأجيل". وشدد أوباما على إصلاح قطاع التربية، محددا أفاق 2020، حيث يتوقع ارتفاعا في عدد الأمريكيين الذين يلتحقون بالجامعة. * وكان الملف الدولي شبه غائب في خطاب أوباما، حيث تحدث بعجالة في آخر خطابه عن "انسحاب مسؤول من العراق"، وعن مواجهة القاعدة في أفغانستان وباكستان" والعمل على إنجاح مسار السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وكذا العمل من الحلفاء على احتواء الأزمة الاقتصادية العالمية.