ركز الرئيس الأمريكي باراك أوباما في أول خطاب له أمام الكونغرس بمجلسيه النواب والشيوخ على الأزمة الاقتصادية التي تواجهها بلاده، معربا عن تفاؤله بإمكانية تجاوزها بشرط تحمل جميع الأميركيين مسؤولياتهم، كما تعهد على صعيد السياسة الخارجية بحقبة جديدة من الدبلوماسية، متعهدا بالعمل جاهدا لتحقيق السلام بالشرق الأوسط، وعدم التراجع عن الحرب التي تخوضها بلاده ضد ''الإرهاب". أعلن أوباما أنه سيدشن حقبة جديدة من الدبلوماسية، متعهدا بالعمل جاهدا لتحقيق السلام بالشرق الأوسط، وعدم التراجع عن الحرب التي تخوضها بلاده ضد ''الإرهاب". وقال إنه سيعزز من التحالفات القائمة ويسعى لتحالفات أخرى بالعالم، مشددا على أهمية المفاوضات لتسوية الخلافات، وأضاف: ''إننا نظهر للعالم أن حقبة جديدة من الارتباط قد بدأت، لأننا نعلم أن أميركا لا يمكنها مواجهة تهديدات القرن وحدها، كما أن العالم لا يمكنه مواجهتها بدون أميركا". وفيما يتعلق بالوضع في العراق قال ''سأعلن طريقة ستترك العراق لشعبه، وتنهي الحرب بشكل مسؤول''، وبخصوص أفغانستان قال ''سنتعامل مع المناطق التي تستخدمها حركة طالبان وتنظيم القاعدة في باكستان، لشن هجمات عبر الحدود". من جهة أخرى ورغم إقرار أوباما بصعوبة الأزمة الاقتصادية فإنه أبدى ثقته بأنها لن تقرر مصير أميركا، داعيا الأميركيين إلى مواجهة التحديات بشجاعة، من أجل بناء مستقبلهم، وقال ''أريد أن يعلم كل أميركي أننا سنعيد البناء ونتعافى، وأن الولاياتالمتحدة ستخرج أقوى مما كانت عليه من قبل''، ولم يستبعد أوباما في خطابه الذي وصف بأنه معتدل ومحفز أن تكون هناك حاجة لمزيد من ضخ الأموال لتحقيق الاستقرار في النظام المالي الأميركي، وقال ''إني أطلب من الكونغرس الانضمام إلي بالقيام بكل ما يلزم لأننا لا يمكن أن نترك أمتنا لركود بلا نهاية''، وكان أوباما قد وقع الأسبوع الماضي حزمة حوافز اقتصادية قياسية بقيمة 787 مليار دولار، وفيما يتعلق بالأزمة التي تواجهها صناعة السيارات ببلاده أبدى تأييده لإعادة هيكلتها، لجعلها أكثر قدرة على المنافسة, مؤكدا في الوقت ذاته أن الحكومة لن تحمي صانعي السيارات من القرارات الخاطئة التي يتخذونها. وفي سياق خطته لتجاوز تداعيات الأزمة الاقتصادية أعلن أوباما أن إدارته ستعمل مع الاقتصاديات الأخرى الكبرى في العالم لتفادي انتشار النزعة الحمائية في التجارة. كما دعا الكونغرس إلى إعداد تشريع يفرض قيودا تستند إلى السوق عن انبعاثات الكربون الملوثة للبيئة في أميركا، ويعطي دفعة لإنتاج الطاقة المتجددة، وكشف أن اقتراحه الذي سيقدمه للكونغرس بشأن الميزانية سيتضمن استثمار 15 مليار دولار سنويا في طاقة الرياح والطاقة الشمسية والتكنولوجيات المتقدمة للوقود الحيوي والفحم النظيف وسيارات وشاحنات أميركية الصنع تكون أكثر كفاءة باستخدام الوقود.