الجزائر حولت إلى بلد عبور للمخدرات توفي صباح الأربعاء، دركي ينتمي للمجموعة العاشرة لحرس الحدود بحاسي خبي بالقيادة الجهوية الثالثة ببشار متأثرا بجراحه البليغة، لترتفع حصيلة ضحايا الاشتباك المسلح بين عناصر حرس الحدود وجماعة من مهربي الكيف المعالج كانوا قادمين من الحدود المغربية وتسللوا الى التراب الجزائري، الى دركيين اثنين من حرس الحدود. * * * قيادة الدرك: لن نتردد في مواجهة مهددي أمن البلاد وبكل الوسائل * وقال العقيد جمال عبد السلام زغيدة، رئيس قسم الشرطة القضائية بقيادة الدرك الوطني في رده على أسئلة "الشروق اليومي"، إن مصالح الدرك تتوفر اليوم على معلومات أكيدة حول حيازة شبكات التهريب على أسلحة نارية متطورة وأصبحت تعتمد العنف المسلح، في مواجهة حرس الحدود، ليؤكد أن "قيادة الدرك الوطني وجهت تعليمات لحرس الحدود لإطلاق النار مباشرة على السيارات التي ترفض الامتثال لأوامر التوقف بعد اختراق الحدود" وأضاف "إننا لن نتوانى في استخدام كل الوسائل في إطار القانون لمواجهة تهديدات أمن واقتصاد واستقرار البلاد، لأن هذه مهامنا الأصلية وأولوية قيادة الدرك الوطني". * وأشار العقيدة زغيدة الى الإجراءات الأمنية المتخذة من طرف قيادة الدرك الوطني لتأمين الحدود، خاصة الغربية منها، ويكون العقيد زغيدة قد ألمح الى المخاطر القادمة من المغرب الذي "يصدر" الموت الى الجزائريين من خلال تهريب المخدرات، الأسلحة النارية وأيضا المواد المتفجرة، حيث كشفت تحقيقات سابقة في الاعتداءات الانتحارية التي هزت قصر الحكومة ومقر الأمن الحضري بباب الزوار أن "المتفجرات التي استخدمت لتفخيخ السيارات تم تهريبها من المغرب"، وتكمن صعوبة مواجهة التهريب بأشكاله في انعدام التنسيق الأمني مقابل تواطؤ، حيث تمكن مهربو المخدرات من الفرار باتجاه التراب المغربي محملين بأسلحتهم بعد اغتيال اثنين من حرس الحدود الجزائريينببشار ومروا على حرس الحدود المغاربة (المخازنية)، كما كشفت التحقيقات الأولية في هذه القضية، أن حرس الحدود التابعين للمجموعة العاشرة ببشار كانوا قد وضعوا كمينا بناء على معلومات تفيد بنصب خيم ل"بدو مزيفين" على طول الشريط الحدودي بين الجزائر والمغرب لتخزين المخدرات المهربة، ولا تبعد الخيم إلا بأمتار عن مركز مراقبة تابع ل"المخازنية". * * المغرب "يصدر" الموت للجزائريين... مخدرات ومتفجرات * وعرض أمس، العقيد زغيدة رئيس قسم الشرطة القضائية بقيادة الدرك الوطني حصيلة نشاطات وحدات الدرك في مجال مكافحة تهريب المخدرات خلال الثلاثي الأول من العام الجاري في لقاء صحفي بالعاصمة، وتحدث عن توقعات بحجز حوالي 60 طنا عام 2009 في حال استمرار معدل المحجوزات التي تعتبر "قياسية" استنادا الى الأرقام التي تشير الى معدل حجز 5 أطنان من الكيف المعالج شهريا منذ بداية السنة بعد أن كان 2.5 طن عام 2008 و4 أطنان عام 2007 بارتفاع كمية قدرت ب11 طنا مقارنة بين الثلاثي الأول من سنتي 2008 و2009، وأرجع العقيد زغيدة إحباط تهريب أطنان من الحشيش المغربي في "سابقة أولى" الى التغطية الأمنية وتشديد الرقابة وتفعيل العمل الإستعلاماتي واستغلال المعلومات وتفكيك العديد من شبكات دعم وإسناد "شبكات تهريب المخدرات"، لكنه لم يخفي مخاوفه من تحويل الجزائر الى معبر لكميات كبيرة من الكيف من المغرب باتجاه أوربا في ظل اعتماد شبكات تهريب المخدرات خريطة نشاط جديدة عن طريق البحر، لكن أكبر الكميات التي تم حجزها كانت بولايتي بشار وتندوف، وكانت قادمة من المغرب باتجاه ليبيا أو موريتانيا عبر الجزائر ومنها الى الشرق الأوسط عبر مصر. * * "الموساد" يستهدف الجزائر لضرب استقرارها وكسر المقاومة الفلسطينية بأيادي "الأشقاء" * وفي هذا الإطار، أشار تقرير أمني أعده خبراء فلسطينيون وأوروبيون، تحصلت "الشروق اليومي" على نسخة منه الى ارتباط تهريب المخدرات وصلتها بمخطط كسر المقاومة الفلسطينية يمتد من المغرب عبر مصر الى فلسطين، واستند التقرير الى الأرقام التي تشير الى انتعاش تهريب الحشيش المغربي مباشرة بعد كل "مجزرة" اسرائيلية في حق الفلسطينيين، حيث سجل التقرير ندرة في الوقود والغذاء والماء مقابل "وفرة" للمخدرات بأسعار زهيدة، وتوصل التقرير الى أنها محاولات لإدمان الشباب الفلسطيني على المخدرات وإلهائه عن المقاومة استنادا الى تقرير تسرب في وقت سابق أعده "الموساد" حول ترويج المخدرات في أوساط المراهقين الفلسطينيين مجانا وأيضا في السجون الفلسطينية لكسر المقاومة الفلسطينية، ويمتد المخطط الصهيوني الى لبنان، مصر ويبدأ تنفيذه من الحدود الجزائرية المغربية مما يفسر تجنيد شبكات تهريب و"قواعد خلفية" في الدول التي تربطها علاقات مع إسرائيل وهي موريتانيا، المغرب ومصر.